الأربعاء, يونيو 18, 2025
الرئيسيةفنونأخبار فنيةوديع الصافي الحنجرة الصافية

وديع الصافي الحنجرة الصافية

وديع الصافي الحنجرة الصافية أكبر عمالقة الطرب في الوطن العربي، رمزٌ من رموز غناء الفلكلور والتراث الغنائي اللبناني، لم يبقَ مسرح أصيل إلا وشدى بصوته، استقلّ بمدرسة “الصّافيّة” نسبةً لاسمه، هو العلامة الفارقة في غناء المواويل، قدّم أميز الاسكتشات، وأغاني الفلكلور، ومسرحيّاتٍ عشقها الجمهور، وغنى قصائد باللغة العربيّة الفصحى، والعتابا، تبادل مع كبار ملحني الأغنية خبرته في التلحين، كما أضاف للأغنية العاطفيّة باللهجتين اللبنانيّة وبالمصريّة فأبدع، وغنى باللغات السوريّة القديمة في بداياته.

وديع الصافي الحنجرة الصافية ارتبطت بدايته بفوزه بمسابقة غنائية في العام 1938 في الإذاعة اللبنانية

انطلاقة مكللة

ارتبطت انطلاقة وديع صاحب الحنجرة الصافية بفوزه بالمسابقة الغنائيّة عام 1938 (الإذاعة اللبنانيّة)، أطلق كبار ملحني مصر عليه لقب “صاحب الحنجرة الصافية”، تكريماً لفرادة صوته، فمساحات صوت وديع عظيمة، ويتمكن خلالها إتقان الغناء بكلّ راحةٍ، وما يميّز خطّه أيضاً أنه أدخل الموال على الأغنية، وهو من منح هذا الشكل وزنه، كما تعدّ التجربة مع الرحابنة مهمة في مسيرته الفنيّة، على الرغم من قصرها نسبيّاً، كان أشهرها مسرحيّة “سهرة قصيدة حبّ” حيث تشارك السيدة فيروز، ونصري شمس الدين التجربة.

الياس رحباني

يقول الياس رحباني عن وديع الصافي الحنجرة الصافية: “إن ميّزة صوت وديع الصافي تتضح بأنه بقي محافظاً على مقدرته على الرغم من تقدّمه بالعمر، فمرحلة النضوج لديه كما مرحلة التقدم في العمر، فلم يتغير شيء على صوته”. ومن الألقاب التي ارتبطت باسمه: “صوت الجبل”، و”قديس الطرب”، و”عملاق لبنان”، وغيرها.

أوف صباح

تذكر المراجع بأن منافسة وقعت بينه وبين الشحرورة صباح التي اشتهرت بالأوف كثيراً، وقد صعدت في إحدى الحفلات التي اشتركا فيها بالجواب عالياً، لكن الصافي صعد بجوابه ولحق بها وبكل راحة وسهولة، فأحسّت بالإجهاد معه، وبعد نهاية الحفلة قال لها: “لا تتحدّي وديع الصافي يا صباح”. أيضاً كان هناك عدّة أعمال اشترك فيها الصافي والشحرورة معاً، كمسرحيّة “موسم العز”، واسكتش “الضيعة والمدينة”، وأوبريت “وتضلوا بخير”، وغيرها.

غنى الراحل وديع الصافي للكثير من البلدان ووقف على أشهر مسارح العالم

سوريا

غنى “فارس الأرز – وديع الصافي” للكثير من البلدان ووقف على أشهر مسارح العالم، لكن لسوريا مكانة خاصّة في قلبه، وعبّر عن ذلك في مناسباتٍ عدّة، وبقي على العهد بأن سوريا ولبنان أرضٌ واحدة، ودائماً كان يؤكد: “عندما أغني في دمشق كأنني أغني في بيروت والعكس صحيح”.

المنصة الأولى

كانت سوريا المنصّة الأولى التي انطلق منها وديع الصافي صاحب الحنجرة الصافية، وبقي على عهد المحبّة معها حتى نهاية العمر، وهذا ما يدل على طبيعة الفنان الحقيقي والأصيل، وهي ميّزة لا يمكن إهمالها في مسيرته، فلا ننسى أنه كان يزورها في أوقات الفرح والحزن، كما أنه كان قبل وفاته بمدّة بسيطة في أحضان الشام، ولن ننسى ما شداه لها كما أغنيات: “بلدي الشام وأهلي الشام” مع الفنانة فاتن حناوي، و”حبيبتي سوريا”، “يا توت الشام”، “وطن السلام”، وغيرها.

عثمان حناوي

يقول الباحث الموسيقي عثمان حناوي في صوت الكبير وديع الصافي: “كان الوحيد الذي غنى بثقة لا تنافس، وبطبقاتٍ عليا، وهو صاحب قرار جميل في المغنى، وأنا شخصيّاً أعدّه أسطورة، وما زلت أذكره وهو في سبعينيات عمره يغني بل بقي لآخر أيّامه وهو يشدو الأجمل، ومواقفه يُحتذى بها، كما بقي وفيّاً ومخلصاً وبادل الوفاء بالوفاء”.

محطات

لا يمكننا العبور سريعاً على مراحل حياة هذا الفنان العظيم، لكن يمكننا استذكار بعض من المعلومات الخاصّة والوقوف عندها: هو من مواليد الأوّل من تشرين الثاني 1921 وتوفي عن عمر يناهز الثانية والتسعين في الحادي عشر من تشرين الأوّل 2013. تخطّى مجموع ما غنى الـ 1500 أغنية، وحفلاته منتشرة في شتى أنحاء العالم.

أيضاً …

لعب في السينما عدّة أدوار تمحورت في دور المطرب مع بعض المشاهد التمثيليّة البسيطة، ولم تستهوه السينما، بل بقي على انشدادٍ للمسرح والغناء، ومن هذه الأفلام نذكر: “الخمسة جنيه”، و”غزل البنات”، و”نار الشوق”، و”ليالي الشرق”.

إن ميّزة صوت وديع الصافي تتضح بأنه بقي محافظاً على مقدرته على الرغم من تقدّمه بالعمر

انطوان الصافي

شجع وديع شقيقته “هناء الصافي” على الغناء، دخلت الساحة الفنيّة لفترة قصيرة وغادرتها على الرغم من صوتها الجميل، من أبنائه اللذين رافقوه في مسيرته الفنيّة: جورج، وانطوان، وعنه يقول انطوان وعن العلاقة مع سوريا: “سوريا صاحبة فضل على كلّ العرب وعلى فنانيهم دائماً، ولم نقابل فيها إلا كلّ المحبّة والتقدير لوالدي، وأحاول أن أتابع على نفس الخط الذي رسمه والدي، وما زلت أقابَل بنفس المحبّة والوفاء فيها، وفي فترة الحرب قدّمت أغنية لسوريا بعنوان “سوريا الله حاميها” من كلمات الشاعر اللبناني “ابراهيم مجذوب الصافي” وكان من المقرر أن يغنيها والدي، إلا أن المنيّة وافته قبل أن يقوم بذلك، فغنيتها إحياءً لرغبته بمشاركة زملاءٍ لي من سوريا”.

عامر فؤاد عامر

جدل نيوز

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات