أسمهان بطلة أنجح فيلم سينمائي
ما تزال أسمهان صاحبة أجمل صوت نسائي سمعناه إلى اليوم، لا بل إنّها صاحبة صوت لا يقارن بالأصوات البشريّة؛
لِما في أوتار حنجرتها من سحرٍ يكاد ينبعث من أوتار (قيثارة جبريل) كما وصفها الشاعر الكبير الأخطل الصّغير.
كان فيلمها الثاني والأخير (غرام وانتقام) علامة فارقة في تاريخ السينما العربيّة ومن المؤسف أن أسمهان توفيت
قبل الانتهاء من تصوير مشاهد الفيلم، وتمّ عرضه بعد حادثة اغتيالها بخمسة أشهر.

نقرأ في الصورة الأولى مقالاً نادراً يعود إلى العام 1949، يتحدّث عن أنجح الأفلام في تاريخ السينما المصريّة،
ويبيّن المقال أن فيلم (غرام وانتقام) كان الفيلم الأكثر نجاحاً جماهيريّاً، وتمكّن من كسر الأرقام القياسيّة من
حيث الأرباح الماديّة؛ حيث ربح (استديو مصر) من عرض هذا الفيلم أكثر من 100 ألف جنيه مصري
حتّى تاريخ هذا المقال المنشور، في منتصف العام 1949، ومن بعده يأتي (فيلم جوهرة) للفنّانة نور الهدى الذي
حصد أرباحاً قيمتها 80 ألف جنيه مصري.

أسمهان بطلة أنجح فيلم سينمائي
أمّا في الصورة الثانية نجد إعلاناً من مجلّة الإذاعة المصريّة بتاريخ 9 ديسمبر 1944 يتحدّث عن عرض فيلم الأميرة
أسمهان (غرام وانتقام) للمرّة الأولى، حيث كان العرض الأوّل بتاريخ 10 ديسمبر 1944، وكان عرضاً خاصّاً
واستثنائيّاً بحضور الملك فاروق، وكانت المرّة الأولى التي يحضر فيها ملك مصر فيلماً سينمائيّاً؛ وأعلن في ذلك
الحفل بعد مشاهدة الفيلم صندوقاً خيريّاً لمساعدة الفنّانين المصريين، وكانت خطوةً هي الأولى من نوعها بتاريخ
المملكة المصريّة، ثمّ تمّت متابعة عرض الفيلم للجمهور ابتداءً من 11 ديسمبر 1944 بمعدّل أربعة عروض خلال
اليوم الواحد.
ثمّ نجد في الصورة الثالثة إعلاناً لآخِرِ عروض الفيلم في صالة (سينما استديو مصر) وهو بتاريخ 8 أبريل 1945.

وفي الصورة الرابعة والأخيرة نرى إعلان العرض الأوّل للفيلم العظيم في فلسطين، وتمّ عرضه ثلاث مرّات بتاريخ
11 يناير 1946، حيث كانت أسمهان تتمتّع بشعبيّة لا تُضاهَى في فلسطين ولبنان وسوريا إلى جانب شعبيّتها
الضخمة في مصر.

لقد قرأت ذات يوم أنّ الفيلم عُرض في لبنان ودمشق للمرّة الأولى في منتصف العام 1945، ولكنني أتمنّى
الحصول على وثائق قديمة تثبت ما قرأت.
بقلم الباحث: يوسف يوسف