عنونت مقالتي هذه بعنوان: أسمهان تفضح القصبجي وسأعمل على بيان ما وصلت إليه لأبرر لكم هذا العنوان.
نالت اتهامات الاقتباس والسرقة الكثير من الملحنين العرب ولم يسلم الموسيقار العظيم محمد القصبجي من هذه الاتهامات.
حيث كان الفنان المصري يوسف وهبي قد أثار جدلاً واسعاً بعد تصريحه في العام 1970 في مجلة ( الشبكة اللبنانيّة )، ومما جاء فيها:
أنّ أغنية ( أنا اللي أستاهل ) التي غنتها الفنانة أسمهان في فيلم ( غرام وانتقام ) في العام 1944 هي من ألحانه، ولكن تم تقديمها باسم القصبجي!
بالعودة إلى الماضي نجد أنه من المعروف موضوع اقتباس القصبجي أسلوب تغريد البلابل في الأغنية العربيّة الأوبراليّة الأولى ( يا طيور ).
حيث لحنها محمد القصبجي لأسمهان في العام 1937 بعد سماعه للمغنية الألمانيّة ( آرنا زاك ) وهي تؤدّي طبقات سوبرانو عالية جدّاً.
ذلك في فيلم ( أزهار نيس ) المنتج في العام 1936.
لكن منذ أشهر قليلة كنت أبحث عن أقدم اسطوانات الفنان المصري ( صالح عبد الحي ) فاستمعت إلى طقطوقة ( أبوها راضي وأنا راضي ).
هذه الطقطوقة التي سجلها على اسطوانات كولومبيا خلال العام 1927 من ألحان ( زكريا أحمد ).
وحينما بدأت الموسيقى اعتقدت أنني أستمع إلى قصيدة ( أين الليالي ) التي غنتها أسمهان في العام 1932.
وحقّاً شعرت بالحيرة واعتقدت أنّ الأغنيتين لنفس الملحن، وقد يكون باع اللحن لأسمهان بعد أن غناه صالح عبد الحي لظروف ما.
لكنني فوجئت أنّ قصيدة (أين الليالي) تمّ توقيعها باسم الملحن (القصبجي) !
ولم أجد أيّ مقالٍ في الصحف القديمة يتّهم فيه زكريا أحمد زميله محمد القصبجي بسرقة لحنه.
هذا ما يترك علامة استفهام كبيره حول هذا اللحن الذي سمعناه بصوت صالح عبد الحي وأسمهان وكل منهم أصدر أسطوانتهُ باسم ملحن مختلف!
في الختام أودّ أن أذكّر بأنّ المدّة الزمنيّة الفاصلة بين الاسطوانتين هي خمسة أعوام فقط.
لهذا وذاك كان عنوان المقال: أسمهان تفضح القصبجي.
من أرشيف الباحث يوسف يوسف
هبل
ما منقبل الرأي الآخر … عقول مقولبة