إذا كنت من محبي “كعك العيد”.. فعليك أن تشكر الفراعنة
لا تحلو تجهيزات الأعياد إلا بالجلسات الخاصّة بتحضير كعك العيد المنزلي، وانتشار رائحته الشهيّة معلنةً اقتراب صباح تزينه جملة “كلّ عام وأنتم بخير”.
لا بدّ لنا أن نتساءل عن سرّ ارتباط الكعك أو المعمول بالأعياد؟! وعند البحث عن الإجابة وجدنا أنّ هذه العادة المتوارثة لم تكن وليدة الحاضر ولا ابنة الحداثة.
تخبرنا جدران المقابر المصريّة القديمة بأنّ زوجات الملوك في العهد الفرعوني صنعن الكعك من أجل تقديمه للكهنة يوم تعامد أشعة الشمس على حجرة الملك “خوفو”، وكان يُرسم على الكعك صورة الشمس التي ترمز للإله “رع”.

إذا كنت من محبي “كعك العيد”.. فعليك أن تشكر الفراعنة
وحسب المراجع، استمرت صناعة الكعك في العصر العثماني كما اهتم السلاطين آنذاك بتوزيعه في العيد على المتصوفين والتكايا المخصصة للطلاب والفقراء ورجال الدين.
أمّا في عهد الطولونيين تمّ استخدام قوالب للكعك مكتوب عليها “كلّ واشكر”، إذ كان يُخبز ويجهز في أفران القصر الحاكم، ويتم توزيعه على الشعب، ليتطوّر الأمر بالعهد الإخشيدي فكان وزير الدولة “أبو بكر المدراني” يصنع الكعك محشواً بالدنانير الذهبيّة ويكتب عليه “افطن به”، أيّ انتبه لما في داخله ثمّ يقدّم في دار الفقراء.
الجدير بالذكر أنّ الفاطميين كانوا أشدّ من اهتم بمظاهر الاحتفال بالأعياد ومنها كعك العيد، حيث وصل بهم الحال أن يجعلوا لكعك العيد جهة حكوميّة عرفت “بدار الفطرة” مهمّتها تجهيز الكمّيّات اللازمة من المعمول والحلوى بدءاً من شهر رجب حتّى منتصف رمضان، فضلاً عن تخصيصهم ميزانيّة ضخمة قُدرت بين 16 حتّى 20 ألف دينار ذهبي، لشراء الدقيق والسكر والجوز والفستق وماء الورد والمسك وغيرها من المستلزمات.

وأنت صديقي القارئ هل ما زلت تحافظ على تقليد صناعة كعك العيد، أم أنّ بعض الظروف تمنعك من ذلك؟!