الأحد, أكتوبر 26, 2025
الرئيسيةالرئيسةالانتحار بسبب أسمهان وعبد الحليم

الانتحار بسبب أسمهان وعبد الحليم

الانتحار بسبب أسمهان وعبد الحليم

لطالَما نسمعُ عن حالاتِ الهوَس بالمشاهير بدونِ أن نقرأ أسبابه النفسية وكيفيةَ علاجِ هذه الحالاتِ المُتطرّفةِ النّاتجةِ عن ظروفٍ نفسيّةٍ سيّئةٍ يَمُرّ بها المَرضى وافتقارَهُم للمشاعرِ الصادقةِ فيلجأونَ للأغنياتِ ويتقمّصونَ حالاتَها العاطفيّة كنوعٍ منَ التّخديرِ الوهميّ قصيرِ الأمد الذي يتطلّبُ جُرعاتاً مكثّفةً متتاليةً ليترسّخَ إدمانُ المُعجبِ لفنّانهِ الذي تَفيضُ أغنياتهُ بالمشاعرِ الصّادقةِ أو التّجارية ..!

قد يصلُ هَوسُ المريضِ حَدَّ الجُنونِ أو الإنتحارِ لو وقعَ مكروهٌ لفنّانهِ، ليَعُدَّ نفسَهُ قد استنفذَ كلَّ سُبلِ النّجاة بخسارةِ معبودهِ الذي كانَ لهُ نقطةَ النُّورِ الوحيدةِ وسط عالمٍ من السّواد، وحدثت هذه الحالات في المجتمع العربيّ في النصف الأول من القرن الماضي ثمّ تفاقمت لتفتحَ بابَ المنافسةِ بين مرضى المشاهير، وللأسف باتت تلكَ الحالات تُذكَر من بابِ المفاخرة للفنانين عِوضاً عن تسليطِ الضوء على أسبابها والعمل على علاج هذا النوع من الوسواس القهري ..!

وكانت أبرز تلك الحوادث حينما توفيت المغنية السورية الملقبة أسمهان عام 1944 وهي الأميرة آمال الأطرش التي تم اغتيالها في عمر السادسة والعشرين إثرَ دخولها معترك السياسة بهدف تحرير سوريا ولبنان من قوات فيشي، توفيت أسمهان قبل إكمال تصوير مشاهد فيلمها الثاني غرام وانتقام وكان الفيلم الأكثر شهرةً وإيراداً في السينما المصرية، ويذكرُ الصّحفيّ المصريّ الكبير محمد التابعي في كتابهِ الشهير ( أسمهان تروي قصتها ) أنه وأثناءَ العرضِ الأوّلِ لهذا الفيلم في العاصمةِ بغداد كانَ من بينِ الحضورِ شابٌّ عراقيّ يعشق أسمهان حَدّ الجُنونِ وبعدَ انتهاءِ الفيلم خَرجَ من دار العرضِ وأطلقَ رصاصةً في رأسهِ، وأنّ شابّاً آخرَ في دمشقَ تناولَ السُّمَّ حينما سمعَ نبأَ وفاةِ أسمهان ..!

الانتحار بسبب أسمهان ربما ناجم عن مرض نفسي يصيب المغرمين بها هذا ما حصل في بغداد وكذلكفي دمشق وكانت حالات الانتحار عربياً من مهووسي المشاهير الأولى عربياً

هكذا تسبّبت وفاةُ أسمهان بأولى حالاتِ الانتحارِ عربياً من مهووسي المشاهيرِ، ومن بعدِ أسمهان لم تُسجَّل أيةُ حالةِ انتحارٍ إثرَ وفاةِ فنّانٍ أو فنانةٍ عربيةٍ حتى عام 1977 حينما انتحرت الشابّةُ المصريّة أميمة عبد الوهاب البالغة من العمر 21 عاماً فقط بعد سماعها خبر وفاة الفنان عبد الحليم حافظ .

نستدلُّ من قراءةِ هتينِ الحالتينِ أنَّ الأعمالَ الفنّيّةَ ليست وحدَها ما يؤجِّجُ مشاعرَ المهووسِ تجاهَ الفنانِ لا بَل أنهُ يدخلُ وإيّاهُ بعلاقةٍ شخصيّةٍ ” أحاديّةِ الطّرفِ ” فيتأثّرُ بظُروفهِ الجيّدةِ أو القاسية على حدٍّ سواء، رغمَ حِرمانِ المريضِ من تلقّي العواطفِ الصّادقةِ من محيطهِ، فيُعطي بانتحارهِ درساً للجميع : أنّ فاقدَ الشيءِ يُعطيهِ وبِشِدّة ..!

إنّ القاسمَ المُشتركَ بينَ مهووسي أسمهان وعبد الحليم هو حالةُ العشقِ الفنّيّةِ للفنانِ قبلَ وفاته، أمّا وبعدَ رحيلِ أسمهان وحليم بعمرٍ مبكّرٍ إثرَ مَرضٍ أو حادثة اغتيال تصبحُ علاقةُ المهووسِ بالفنانِ علاقةً إنسانيةً لا فنيةً فيختار الموت بعدَ فقدانه .

الانتحار بسبب أسمهان وعبد الحليم

الانتحار بسبب أسمهان وعبد الحليم يعد القاسم المشترك بين مهووسي هذين المطربين أما ما يشاع عن غيرهم من المطربين فهو غير موثق ولا دليل له ولطالما نسم عن حالات الهوس بالمشاهير وكانت أبرز تلك الحوادث

أما ما يشاعُ عن انتحارِ بعضِ عشاق أم كلثوم أو محمد عبد الوهاب أو فريد الأطرش بعد وفاتهم فهي محض شائعاتٍ ليس لها أي دليل موثق، وأما الأهمّ من توثيقها هو العملُ على علاجها بالكلمة الطيبة وبثّ المشاعرِ الصادقةِ التي يفتقدُها المريضُ من محيطهِ، فلا تستهينوا بأثرِ الكلمةِ الطّيّبةِ في النفوسِ وتَصَدّقوا بها على كلّ مَن حولِكم فالكلمةُ الطّيّبة صدقة .

يوسف يوسف

جدل نيوز

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات