تاج للفنان تيم حسن

نراه بين فترةٍ وأخرى يشوّق الناس عبر صورةٍ من عمله الجديد، فتعصف مواقع الأخبار، والصفحات المهتمّة بالشأن
الفنّي بتداولها.
يجتهد في كلّ مرّة ليقدّم لنا شخصيّة بمواصفاتٍ جديدة، وكثيرٌ من المراهنين على عدم خروجه من عباءة (جبل)
خسروا أمام هذا الرهان، فقد خرج منها بعد أوّل ظهورٍ له في شخصيّة (عاصي) عبر مسلسل عاصي الزند بإدارة
المخرج سامر البرقاوي، بعد أن كان جبل على مدى خمسة أجزاء، توّجَها بفيلم سينمائي كمسك ختامٍ ووداعٍ لذلك
الكاركتر.
يقع اليوم السابع عشر من شباط، يوم مولدٍ للفنّان النجم المحبوب تيم حسن، وبكلّ محبّة وتقدير لا بدّ لنا من
استذكار ومضات من نجاحاته في عالم الدراما والتمثيل.
تاج للفنان تيم حسن

فهو من النجوم اللامعة والبارزة التي درست في المعهد العالي للفنون المسرحيّة في دمشق.
كان اختيار الراحل حاتم علي له في أولى تجاربه بمسلسل الزير سالم وشخصيّة (هجرس)، اختيارا ًموفقاً، حمله تالياً
للعديد من الأدوار المختلفة تحت إدارة وعين هذا المخرج النبيل، وكان (تيم) على قدر الحمل وأهلاً له. نستذكر
منها: “التغريبة الفلسطينيّة”، و”ربيع قرطبة”، و”على طول الأيّام”، وغيرها.
ومن الأدوار التي لاقت قبول واسع من الجمهور السوري خاصّة، والعربي بوجه عامّ؛ دوره في مسلسل (الانتظار)
في شخصيّة (عبود)، والإدارة هنا للمخرج الليث حجو، ولطالما تَذكُر الناس هذا الدور، والتعلق الكبير منهم بها،
وأيضاً شخصيّة (جميل) في (زمن العار) للمخرجة رشا شربتجي.

أبرز محطّات النجم تيم حسن دخوله الدراما المصريّة في شخصيّة (الملك فاروق)، حيث نال استحسان ومحبّة
وشعبيّة الشارع المصري، وأتقن اللهجة المصريّة بتمكّن، وقدّم بعدها عدّة أدوار حافظ خلالها على رصيده هناك، كما
في (عائلة الحاج نعمان) بجزأيه.
جسّد في السيرة الذاتيّة دوراً يعترف له الكثيرون بسطوته في أدائه، ونقصد نزار قباني الشاعر الدمشقي الشهير
والمحبوب، وكأن منافسةً جرت بين (قباني) و(تيم)، فكان سحر الأداء مع سحر الكلمة واضحاً وحاضراً في لغة التأثير
على الشارع العربي والإعجاب به، والإدارة هنا للمخرج باسل الخطيب، ولربّما لن يأتي ممثل بنفس هذه الروح التي
قُدّمتْ بها شخصيّة شاعرنا العظيم.
تاج للفنان تيم حسن

لن ننسى الحضور الأنيق لـ(حسن) في السينما، من خلال أفلام: “ميكانو”، “خطة بديلة”، “الهيبة”، وعلى الرغم من
قلّتها إلا أن بصمته متوازنة ومهمّة فيها، ولا بدّ أن يكون له حضور أهمّ منها في تجارب قادمة، فما يزال هذا النجم
بركاناً خامداً في هذا الصنف الدرامي، وسيثور يوماً ما، ونحن لا شكّ بانتظاره.
تيم حسن اليوم؛ صاحب مشروع فنّي لافت، ويكاد يكون الممثّل السوري الوحيد الذي يدافع عن كلّ تفاصيل عمله،
من لحظة البناء إلى لحظة التنفيذ والفخر بإطلاقه للجمهور.

شكراً تيم حسن لكلّ هذه الأناقة، ولكلّ هذا الجمال في الأداء والإتقان ودراسة الخطوة قبل، وأثناء، وبعد، وها نحن
على مشارف انتظارنا لمسلسل (تاج) للمخرج سامر البرقاوي، مع طاقم عمل رصين بين ممثلين وفنيين، ولن تقف
عتبة العطاء هنا فما تزال القافلة تسير.
تيم حسن كلّ عام وأنت بخير.
رئيس التحرير: عامر فؤاد عامر