الأحد, أبريل 20, 2025
الرئيسيةالرئيسةتتجدد الجريمة والضحية كتاب

تتجدد الجريمة والضحية كتاب

تتجدد الجريمة والضحية كتاب

وصلنا إلى زمان نرمي فيه الكتب والصحف في القمامة كي نستبدلها بمحلات الطعام والكافيهات.

هذا ما حدث في الآونة الأخيرة عبر أقدم عاصمة في التاريخ.

وسط دمشق عند منطقة جسر الرئيس تحديداً، وفي ساعات الصباح المبكر أتت سيارات مكلفة بالمهمّة، وبدأت ترمي الكتب بشكل عشوائي.

لكن من الغريب ألا أحد قام بمحاولة إيقافهم! فإلى أين وصلنا؟ وماذا سيحدث بعد الآن؟

بعد أكثر من 25 عاماً على تكريس هذا المكان في ذاكرة أجيالٍ من القراء، ومحبّي الكتاب.

بعد أن أغلقت معظم مكتبات العاصمة أبوابها، وأمام ارتفاع أسعار الكتب في بقيّة المكتبات، لم يبقَ من فسحةٍ للقرّاء سوى بسطات الكتب المستعملة.

إلا أن المذبحة التي طالت هذه البسطات الموجودة منذ أعوام تحت جسر الرئيس بقرارٍ من محافظة دمشق، سدّت آخر رئة لتنفس هواء المعرفة.

تتجدد الجريمة والضحية كتاب

كتب المحامي محمد درويش معلّقاً على الحدث: “محافظة دمشق العتيدة قررت فجأة ومن دون سابق إنذار إزالة البسطات، ومصادرة الكتب وترحليها بسيّارات القمامة، والحجة أنّ هذه البسطات تشوّه المنظر الحضاري للبلد”.

فهل أصبحت الثقافة تشوّه حضارة البلد!؟

وهل أصبحت كتب تاريخ البلد تلوّث المكان؟!

أيّ قرارٍ هذا؟! وبحقّ من اتُخذَ؟! بحق البائعين المساكين الذين يُحصِّلون لقمة عيشهم بعيداً عن الحرام؟! ليس هذا هو الصحيح، ودمشق على وجه الخصوص، لم ولن تربي أبنائها على فعلٍ عدواني كهذا، بل ربّتهم على المعرفة وتوسيعها وبنائها، والاعتداد بها والاعتزاز بمنشئها.

الثقافة ليست بالجلوس في أفخم المطاعم، ولا التحدّث بلغاتٍ مختلفة، بل الثقافة في معرفة تاريخ بلدٍ ننتهي له، وننتمي إليه، ولو عبر طريق كتابٍ على بسطةٍ في الشارع.

نهايةً يبدو أنّ حال المكتبات السوريّة هو حال صالات السينما والمسرح التي تحوّل جزء كبير منها إلى مطاعم وصالات عرض مفروشات، بينما تخيّم العتمة على البقيّة الأخرى.

كاترين خوري

جدل نيوز

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات