تيسير إدريس والتجدد
اعتدنا من الفنّان القدير تيسير إدريس تأدية شخصيّاتٍ غلب عليها الطابع الجدّي نوعاً ما، على الرغم من مواصفات
وأدوات مهمّة يملكها هذا الفنّان، فنجد أنه من النادر خروجه عن الكاركتر الذي نُمّط به من قبل الأدوار الموكلة إليه في السابق.
تيسير ادريس من كنوز الدراما السوريّة، ومشهد خاصّ من مشاهدها، الذي اعتاد الجمهور النظر إليه بعينٍ مريحة وسلسلة.
يفاجئ هذا الفنّان جمهوره في دراما رمضان 2024، فيظهر بقوالب خارجة عمّا ألفه المشاهد به، فنراه بعدّة أدوار
أبرزها في مسلسلي (الصديقات) و(بيت أهلي) عبر تأدية دورين متشابهين، نوعاً ما، ويغلب عليها الطابع الكوميدي كثيراً.

حيث ظهر (إدريس) في شخصيّة الزوج المُنجر وراء زوجته، على الرغم من امتلاكه الثروة والنفوذ، وذلك في دوره
في مسلسل (بيت أهلي) بشخصيّة “أبو أسعد” زوج الفنانة (عبير شمس الدين)، فصنعا معاً حضوراً خاصّاً، تتغلب
هي عليه في نهاية كلّ مشهد لتظهر عليه ملامح التخجيل والانكسار.
تيسير إدريس والتجدد
أمّا عن دوره في مسلسل (الصديقات) فالشخصيّة مشابهة للسابقة كثيراً كما أشرنا أعلاه، زوج مالك لثروة كبيرة،
ولكن معدوم الشخصيّة ضمن بيته، خلخال بيد زوجته التي تشاركه الثنائية هنا الفنّانة (صفاء سلطان)، فهي الحاكمة
لزمام الأمور بشكلٍ واضح وفاقع.
شخصيّتان مختلفتان خارجتان عن المألوف للفنّان تيسير إدريس، غلب عليهما طابع الفكاهة وروح الكوميديا، وغيرها
من الصفات التي ترسم البسمة والضحكة على وجوهنا.

فهل كان اختيار هذا النوع من الأدوار مناسباً للفنّان تيسير إدريس يا ترى؟
وهل سيكسر هذا النوع من الأعمال نمطيّة أدواره المعتادة؟
مع التمنيات للفنّان الجميل تيسير إدريس المزيد من التألّق والنجاح لمسيرته الفنّيّة.