جيانا عيد الأمّ الصامدة
لطالما تغيّبت عن الساحة الفنّيّة في السنوات الأخيرة، لكنّها تبقى صاحبة الحضور الخاصّ في وجدان المشاهد العربي.
الفنانة القديرة جيانا عيد التي عادت من جديد إلى الدراما السوريّة، مشاركة في عملٍ مختلف وبدورٍ مميّز.
حيث أدّت دور فتاة في مقتبل عمرها؛ هربت من حياة الجوع والفقر إلى حياة ظنّت أنّها ستكون أفضل، لتتفاجئ
أنّ الرجل التي تزوجته لم يكن فارس أحلامها بل كان قيداً آخر من قيود الحياة.
كان هذا الزوج قاسياً لا يعرف الرحمة، يعنّفها كلّ ليلة، فتندم على كلّ يومٍ عاشته معه، لكنّها صبرت وتحمّلت، وحين
حملت بطفله لم يتعاطف معها بل ازدادت وحشيّته في التعامل معها.

جيانا عيد الأمّ الصامدة
في ليلةٍ باردةٍ؛ كان الألم أكبر من الصبر، أمسك زوجها بأداةٍ حادّةٍ مهدداً إيّاها، لكنّها هذه المرّة لم تنتظر الضربة بل ردّت عليه فوقع صريعاً.
كانت (الأم – جيانا عيد) تعلم أنّ طفلها لن يرى نور الحريّة إلا من وراء القضبان، فأصبح هو رابطها بالحياة ولكنه قيدها الأبدي.
خرجت الأم من السجن لكن العالم لم يغفر لها، والمجتمع لم يرحمها.
كانت الأمومة أثقل من أيّ سجن، لأنّها لم تكن قادرة على الفكاك من نظرات طفلها الذي سيحمل حكايتها طوال حياته.
فتحت الفنّانة القديرة جيانا بدورها هذا عيوننا على كلّ أمٍّ تحارب من أجل أولادها، وكيف تتحوّل لقاتلةٍ من دون إلقاء اللوم عليها.

هل جيانا عيد حقاً تمثّل قصّة أمٍّ حقيقيّةٍ موجعة؟
وهل غريزة الأمومة جعلتها تُتقن هذا الدور بهذا الشكل الرائع؟
كثيرةٌ هي الأسئلة التي تراود المتلقي لدى متابعة هذه المشاهد، فالتأثير البالغ في تجسيد شخصيّة الأمّ الصامدة
يترك أثره العميق فينا، فهنيئاً لنا بوجود ممثلات قديرات أمثال (عيد)، وشكراً لكلّ هذه الطاقة التي منحتنا إيّاها عبر
مسلسل البطل الذي أخرجه الفنّان الليث حجو ببراعة لا تشبه براعة إي إخراجٍ في هذا الموسم.
