بلمحة سريعة عن حصاد مسلسلات 2023 يمكن القول بأنه حمل أملاً درامياً كبيراً لكن سرعان ما اضمحل ذلك الأمل بعد عرض هذه المسلسلات.
إذ يمكننا ملاحظة الكثير من العيوب التي لم تتمكن الدراما السورية من تجاوزها منذ سنوات ومنها: عدم التنوع، والتسويق غير المدروس، وعدم التطرق لمواضيع تمس الإنسان السوري.
بدأ الموسم الدرامي بإعلانه عن خمسة عشرة مسلسلاً، لكن مع مرور الأيام وقبل العرض الرمضاني خرجت أربعة منها، وتمّ تأجيل عرضها.
أمّا الأصناف المتاحة فكان الصنف الاجتماعي حاضراً عبر مسلسل “خريف عمر” إخراج المثنى صبح، لكن بصبغة بوليسية تارةً ودراما نفسية تارةً أخرى.

جاء “الزند ذئب العاصي” من إخراج سامر البرقاوي، وكان الأكثر تميّزاً والأبرز بين الأعمال الرمضانية في الموسم الفائت، بإنتاج باذخ وإخراج جميل من حيث الصورة والشعبية الكبيرة التي زرعها بطل العمل “عاصي” المؤداة من قبل النجم تيم حسن.
تمّ عرض المسلسل البوليسي “مقابلة مع السيد آدم” – الجزء الثاني، من إخراج فادي سليم، بعد تأجيل سنتين من عرض الجزء الأوّل، وكان يحمل تغييراً جذريّاً في الأحداث والشخصيّات، حيث حمل الجزء الجديد أسماء ومشاهد ذات فوارق كبيرة عن الجزء الأوّل، مما جعل من يتابعه يشعر بحالة من الضياع.
أمّا بالنسبة للمسلسلات الشامية، فجمعت كلّ من: “باب الحارة” الجزء ١٣، من إخراج منال عمران، و”حارة القبة” الجزء الثالث، للمخرجة رشا شربتجي، و”زقاق الجن ” إخراج تامر إسحاق، و”العربجي” لسيف الدين سبيعي، و”مربى العز” لرشا شربتجي أيضاً، وهذه جميعها جاءت بفشل ذريع فبدل أن تحمل تنوع جديد في البيئة الشامية عملت على الاستفادة من البيئة لتسوق نفسها أولاً ولتشوّه بتاريخ دمشق ثانياً.
خلا الموسم من أعمال الكوميديا، فاقتصر هذا العام على عملين من نوع “لايت كوميدي” هما: مسلسل “قرار وزير” من إخراج طارق سواح حيث كان الإنتاج الضعيف سبباً في ابتعاد الناس عن متابعته على الرغم من توافر القصة والإخراج الجيدين.
المسلسل الثاني “صبايا” الجزء السادس، من إخراج فادي وفائي، وكانت الجرعة الترفيهية فيه غير ترفيهية مع الأسف.

مايميز الموسم الفائت حضور طاغي لمسلسلات التقليد أو النُسخ التركية، وعلى الرغم من الضجيج الإعلامي حول هذه الأعمال بأنها لا تشبه الواقع ولا تفيدنا بشيء عدا التسلية والمتعة إلا أنها تكتسح ساحة العرض ويزداد حضورها أكثر، كما أنها استقطبت وتستقطب نجوم الدراما السورية حيث وفرت لهم المكان والأجر الذي يتناسب وحجم نجوميتهم.
نهايةً وفي تلخيص بسيط عن حصاد مسلسلات 2023 يمكننا القول بأنه كان حصاداً فقيراً إلى حدٍّ كبير، ولا يشابه ما اعتدنا عليه من أعمال متنوعة تقدمها الدراما السورية للمتلقي العربي. آملين بعودة متجددة لدرامانا في موسمها القادم في العام 2024، إذ يليق بهذه الدراما النجاح والتمييز والتألق.