رنا ريشة ترقص بحق
عندما يجتهد الممثّل أو الممثلة ويقدّم تعبه للشخصيّة الموكلة إليه، فلا بدّ أن يقال له على الأقلّ: شكراً … شكراً
لأنّك حريص على شخصيّتك، شكراً لأنّك تتعامل بمهنيّة مع ما يقدّم إليك من عمل، وشكراً لأنّك قَلِقْ وهاجسك البناء
لمستقبل نظيف.
(ليلى) – رنا ريشة، والحديث هنا عن مسلسل (الصديقات) للمخرج محمد زهير رجب، فمنذ اللحظة الأولى، والتقاط
تفاصيل شخصيّة ليلى، نجد أن عفويّة ما، وجدّيّة حقيقيّة تصلنا بحركات مدربة الرقص هذه، وتسعفنا سريعاً لنتيجة
أن هناك ممثّلة تقدّم شيئاً مختلفاً.
كيف يأتي الاختلاف؟ بالطبع سيأتي من خلال الابتعاد عن استعراض تفاصيل الجسد، من دون الاتكاء على هزّة
الخصر، أو الإغراء وتحريك شهوات الجمهور، لا سيّما وأنّ المكان نادي لتدريب هواة الرقص، والمدربة لا بدّ هنا أن
تكون مُدرِّسة تجمع بين المعرفة، والرشاقة، وحبّ المهنة والمكان، وإلى ما هنالك من تاريخ تبوح به اللقطة الدراميّة
المرتبطة بليلى – رنا ريشة.
![الفنانة رنا ريشة ترقص وتدرب الرقص في مسلسل الصديقات للمخرج محمد زهير رجب والشخصية اسمها ليلى](https://jadal.news/wp-content/uploads/2024/03/photo_2024-03-12_15-05-24-1-821x1024.jpg)
رنا ريشة ترقص بحق
نعم أقول هنا شكراً رنا ريشة، فبعد غياب تعودين لتثبتي إيماناً متجليّاً بالتعاطي المثالي مع الشخصيّة، حتّى وإن
كان المفهوم السائد (مع الأسف) غير متوافق مع المفهوم العميق للرقص، فكيف بمدربة للرقص؟!
أقولها من دون تزلّف، ولا عبء مسؤوليّة، هذه الممثلة تحترم نفسها، وتحبّ مهنتها وتجتهد دائماً، وأتمنى أن تكون
كذلك في كلّ ما تقدّمه لنا في المستقبل، فما زلت أذكر دورها السينمائي في فيلمي (حرائق) و(الانتظار)،
ومسلسلات: (ترجمان الأشواق، سكر وسط، رفة عين، وغيرها، والقادم أجمل.
الامتنان لغة الأقوياء، والحياة لن تترك جهداً يضيع هكذا، عندما نجد ممثّلاً قادراً على تكريس نفسه لجمال هذه
المهنة، فنقول ما زال هناك أمل والدراما السورية بخير.