الإثنين, يونيو 16, 2025
الرئيسيةالرئيسةشادية معبودة الجماهير

شادية معبودة الجماهير

شادية معبودة الجماهير

الفنانة المصريةشادية من مواليد 8 شباط وهي من أب مصري وأم تركية مميزة في السينما وفي الغناء وشهد على جمال صوتها الموسيقار محمد عبد الوهاب

بقيت مصر ساحة للمنافسة في مجال الغناء والتمثيل، فبالإضافة للاستقطاب من جاراتها أصواتاً عديدةً ومواهب مختلفة، استطاعت أن تحفر لأبنائها مكانةً لا يمكن للذاكرة العربيّة أن تتجاهلها، ومن بين الحالات الفريدة التي نسلّط عليها الضوء اليوم، الفنّانة شادية التي بقيت كينونة شاهدة على مرحلة مميّزة من مراحل الإنتاج الفنّي والنهوض بالأغنية والتجربة السينمائيّة، هذه الفنّانة سليلة أسرة مكوّنة من أبٍ مصريّ وأمٍ تركيّة، استطاعت أن تقدّم نفسها بصورة الكاركتر القريب إلى قلب الجمهور بخفّة دمّها وتألّق حضورها، فكانت الأكثر توازناً بين منافساتها اللواتي عملن في الغناء والسينما معاً، وأثبتت نفسها بجدارة.

ثنائيّة السينما والغناء هي الأكثر وضوحاً في شخصيّة شادية الفنيّة، فهي إن غنّت تقترب بصوتها من أذن السامع، وإن مثّلت دوراً في السينما أقنعت وأحبّها المتفرّج، ومن اللافت أن شادية قد مزجت بين هذين النوعين من الفنّ لتمنح نفسها صورةً من التألّق والخصوصيّة، ففي تاريخها الغنائي 650 أغنية وفي السينمائي 112 فيلماً، ويكاد لا يخلو أيّ من هذه الأفلام من أربع إلى خمس أغنيات، وبالاستنتاج نلاحظ أن الفيلم السينمائي كان حاملاً مهمّاً لوصول الأغنية الخاصّة بشادية إلى جمهورها أوّلاً ولحفظها لفترةٍ زمنيّةٍ أطول من غيرها كونها في قالب المنتَج السينمائي الذي غالباً لا يموت.

ولا بدّ هنا من الإشارة إلى أن، شادية الممثلة السينمائيّة، هي النجمة الأكثر تألقاً في زمانها بين نجمات وممثّلات السينما، فقد قدّمت وأعطت الكثير لهذا الميدان لتكون نجمة الصفّ الأوّل في مرحلةٍ مُبكرة من الإنتاج السينمائي المصري، وليتسابق النجوم لمشاركتها دور البطولة، كما: عمر الشريف، وفريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ، وكمال الشناوي، وصلاح ذو الفقار، ورشدي أباظة، وشكري سرحان، وغيرهم.

شادية معبودة الجماهير

آمنت معبودة الجماهير الفنانة شادية بأنها غير مناسبة كفنانة للغة المسرح لذلك في رصيدها مسرحية واحدة هي ريا وسكينة التي ذاع صيتها عربياً إلى اليوم

آمن عددٌ من الملحنين بموهبتها، وأوّلهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، فلحن لها العديد من الأغاني كما كانت المطربة والممثلة الأحبّ إلى قلبه، وعن صوتها قال: “صوت شادية غريب وفريد من نوعه، وهذه المطربة لها مكانة بين أنها ليست مطربة وبين أنها مطربة غير عادية، وشخصيّتها لا تشبه أحداً”. ومن أجمل المشاركات التي قدّمتها شادية كانت في أوبريت “وطني الأكبر” فقد اختارها عبد الوهاب لتكون أحد الأصوات المشاركة في هذا الأوبريت، الباقي رمزاً مهمّاً في تاريخ الأغنية الوطنيّة العربيّة.

ومن الملحنين الذين وضعوا لمساتهم على صوتها نذكر: بليغ حمدي، ومحمد الموجي، ومنير مراد، وهذا الأخير كان الملحن الأكثر تعاملاً مع شادية بين الجميع، فقد فهم صوتها جيّداً وتآلف معه، وقدّم لها أكثر من خمسمئة لحن.

لم ينسى الجمهور شادية حتى بعد قرار اعتزالها في العام 1984 وبقيت في منزلها إلى يوم وفاتها وفقط كان لها ظهور تلفزيوني وحيد مع هالة سرحان في العام 1994

يضيف الباحث الموسيقي عثمان حناوي عن صوتها: “كانت صاحبة صوت مميّز، فهو من نوع السهل الممتنع، صوتٌ جميلٌ وشجيّ، ويدخل القلب من دون استئذان، وفيه نوع من الدلع والشجن وخفّة الدّم، وقد جمعت هذه الصفات في شخصيّتها أيضاً، وما زلنا نتذكر رنّة صوتها في أغنياتٍ طربيّةٍ مثل: “اللي راح منك يا عين”، و”مصيرك حتعرف”، و”لو القلوب يا حبيبي ارتاحوا”، وأيضاً في الأغاني الخفيفة مثل: “التلفون”، و”سونا يا سن سن”، و” بسبوسة ورح تبقي عروسة” وغيرها”.

شادية معبودة الجماهير

حصدت شادية محبّة الناس، ولم ينسها الجمهور حتّى بعد قرار اعتزالها 1984، وقد اعتكفت في منزلها إلى وقت وفاتها، وابتعدت عن الأضواء نهائيّاً إلا في لقاء وحيد أجرته معها مقدمة البرامج هالة سرحان في العام 1994 فقط، حتّى حين كرّمتها أكاديميّة الفنون في مصر العام 2016 لم تحضر شخصيّاً، وتحدّثت عبر التلفون ومكبّر الصوت، وشكرت الإدارة والجمهور على اهتمامهم.

صورة لمعبودة الجماهير في فيلم خياط السيدات مع الفنان دريد لحام والفنان نهاد قلعي كما أنها غنت فيه أغنية باللهجة الشامية وهي يا طيرة طيري يا حمامة

من الملاحظات التي لا يمكن إغفالها في شخصيّة الفنّانة شادية أنّها كانت تتميّز بلدغةٍ في نطقها، كما كانت ترتأي لنفسها الغناء في السينما كحالةٍ هو أنسب لها من حالة الوقوف على المسرح وتأدية الأغاني، لقناعتها بأن الأغنية المصوّرة فيها تنوّع ولقطات تعبيريّة أكثر، وفي رصيدها مسرحيّة واحدة هي (ريّا وسكينة) التي كانت آخر أعمالها الفنيّة، وعشرة مسلسلات إذاعيّة، زارت سوريا في أكثر من مرّة، وقدّمت حفلاتٍ فيها نذكر منها حفلة على مسرح سينما الزهراء، وأخرى على مسرح سينما السفراء، ومثّلت في الفيلم السوري “خياط السيّدات” مع الفنّانين دريد لحام ونهاد قلعي، وغنّت باللهجة الشاميّة أغنية “يا طيرة طيري يا حمامة”، أمّا الفيلم الأكثر تأثيراً على الناس وصالات السينما العربيّة فهو فيلم “معبودة الجماهير، ومنه استحقّت اللقب الذي رافقها أي معبودة الجماهير، ومن أجمل أغنياتها للأطفال “سيد الحبايب يا ضنايا إنتا” وهي من ألحان الموسيقار محمد الموجي، توفيت الفنّانة شادية عن عمرٍ يناهز 86 عاماً في 28 تشرين الثاني من العام 2017.

بقلم رئيس التحرير عامر فؤاد عامر

جدل نيوز

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات