تعدّ الأعمال المسرحيّة الراقصة حالة لافتة ومغرية في مجال المسرح عموماً، وفي الآونة الأخيرة كان لنا نصيب في متابعة عرض مسرحي من هذا الصنف.
مسرحية (غرفة تحت الصفر) المستوحاة من رواية العنبر رقم 6 للكاتب الروسي “أنطوان تشيخوف”، التي تمّ إحيائها على خشبة مسرح الحمراء في دمشق في السابع عشر من الشهر الجاري.
العمل من إخراج سعيد حناوي، وكويوغراف محمد حلبي.

دارت قصّة المسرحيّة حول حالات لمرضى نفسيين عانوا من واقع مرير أجبرهم على البقاء في غرف باردة وقاسية.
تمّ تسليط الضوء في هذا العمل الراقص على إحدى تلك الحالات، لتوصيل فكرة أن هذه القضبان والغرف الباردة تليق بمن هم خارج المصح ليس بمن داخله.
في تصريحٍ قام مخرج العمل سعيد حناوي لموقع جدل نيوز قال: “إنّ الفكرة بعد أخذها من رواية “تشيخوف”، ومقارنتها بالواقع، نجد أنّ الرواية هي محاكاة وصورة طبق الأصل عن واقعنا للأسف، ولهذا السبب تمّ اختيار بناء قالب العمل على الأساس الراقص والإيمائي مع توحيد لغة العيون لإيصال المشاعر بطريقة أصح”.

وأضاف محمد حلبي كريوغراف العمل: “هنالك الكثير من الحالات النفسيّة التي نشاهدها أمام أعيننا، ونشهد على ظلمها من دون أنّ نحرّك ساكناً، لذلك تمّ اللجوء إلى نقلها لعالم المسرح، على الرغم من الصعوبات العديدة التي شكّلت عائقاً في نقل هذه الصورة”.
غرفة تحت الصفر، عمل مميّز، مليء بالمهارة والإبداع والإحساس العالي، استطاع جذب الجمهور منذ الدقيقة الأولى حتّى الأخيرة، ليبقي المسرح الراقص نابضاً في قلوبنا من دون ملل أو برود.
كلّ الفخر والاحترام للقائمين والمشرفين على هذا العمل الفريد والمتواضع، مع أمنياتنا بالنجاح والتألّق الدائميين.