تتجدد في قلوب العرب ذكرى ميلاد السيّدة فيروز، الصوت الذي صار جزءً من ذاكرة الصباح، ورمزاً ثقافيّاً، فيروز التي حملت بصوتها الشفّاف صورة لبنان إلى العالم.
ولدت هذه الأيقونة – وكان اسمها نهاد حداد – في بيروت العام 1935، لتبدأ رحلتها الفنّيّة التي لا تنتهي.
وتحوّل يوم ميلاد فيروز إلى مناسبة عربيّة نحتفي بها كلّ عام، كما أصبح هذا اليوم احتفالاً شعبيّاً بفنّانة لم تقدّم فقط صوتاً استثنائيّاً بل لغة فنّيّة وذاكرة مشتركة للعرب مهما اختلفت بلدانهم.
أغانيها ارتبطت بحكايات شخصيّة وجماعيّة، وصارت جزءً من تفاصيل حياتنا اليوميّة.
لم تكن فيروز فنّانة فقط، بل رمزاً للثبات فحافظت على خصوصيّتها، وابتعدت عن أضواء الإعلام، وبقيت تقدّم الفنّ الأصيل، ما منحها مكانة نادرة في وجدان الناس.
شكل صوتها مساحة الأمان، وجسراً يصل بين الحاضر والماضي وبين الأجيال.
لا بدّ أن كلمات الاحتفال بفيروز قليلة أمام تاريخ من الفنّ والجمال، صوتٌ رافق العرب من شرفات المنازل إلى شوارع المدن، ومن صباحات المدارس إلى ليالي الشتاء الطويلة.
لكِ العمر الطويل يا صاحبة أجمل صوت عرفه التاريخ، يا ذاكرة وطنٍ لا يزال يحتاج إلى أغانيكِ كي يبقى حيّاً.