فيلم “هوبال” السعودي يسجّل نجاحاً قياسياً ويتفوّق على أفلام هوليوود

يشهد مشهد السينما السعودية طفرة كبيرة مع فيلم “هوبال”، الذي حصد إقبالاً جماهيرياً لافتاً في شباك التذاكر بالمملكة والدول الخليجية. فقد باع الفيلم أكثر من 500 ألف تذكرة وحقق إجمالي إيرادات يقارب 5.7 مليون دولار، متفوقاً بذلك على إيرادات أفلام هوليوود المعروضة في السعودية؛ إذ حقق فيلم “موفاسا” مثلاً 4.4 مليون دولار وباع 328 ألف تذكرة في نفس الفترة.

دلالة النجاح على صعود السينما السعودية.. فيلم هوبال

يُعد هذا الإنجاز علامة واضحة على صعود السينما السعودية وقوتها في جذب الجمهور، حيث يشير الرقم القياسي من التذاكر والإيرادات إلى تحول في تفضيلات المشاهدين وإقبالهم المتزايد على الإنتاجات المحلية. وقد أصبحت تجربة مشاهدة “هوبال” حديث الساعة بين عشاق السينما في المنطقة، مما يعكس الثقة المتزايدة في جودة الأفلام السعودية وإمكانيتها على منافسة الإنتاجات العالمية.

الانتشار الخليجي وفرص تحقيق الأرقام القياسية

يتوقع أن يصبح فيلم “هوبال” الفيلم السعودي الأعلى مبيعاً في أسواق الخليج، حيث بدأ عرضه منذ 23 يناير في الكويت والإمارات وعُرض أيضاً في عمان والبحرين. وقد حقق الفيلم أكثر من 87,000 تذكرة في هذه الدول حتى الآن، ومن المقرر طرحه قريباً في قطر، مما يعزز من مكانته كواحد من أنجح الأفلام السعودية في المنطقة.

اقرأ أيضاً: إعلان نتائج مسابقة مهرجان السويداء للأفلام القصيرة

قصة الفيلم وإبداع المخرج عبد العزيز الشلاحي

يقود فيلم “هوبال” المخرج السعودي عبد العزيز الشلاحي، الذي استطاع من خلال عمله أن يقدم لنا قصة تحمل الكثير من الدراما والتشويق. تدور أحداث الفيلم في أعقاب حرب الخليج الثانية في السعودية، حيث يروي قصة عائلة بدوية تعيش في عزلة تامة في قلب الصحراء. وقد تبرّر هذه العزلة بالاعتقاد الراسخ لدى الجد بأن قيام الساعة بات وشيك، وذلك بعد ظهور علامات يعتبرها دليلاً على مزاعمه.

تتعرض هذه الحياة المعزولة لاختبار حقيقي عندما تصاب “ريفه”، ابنة العائلة، بمرض معدٍ يستوجب ضرورة الابتعاد عنها حفاظاً على سلامة الجميع. في ظل هذه الظروف الحرجة، تتخذ والدة ريفه قراراً سرياً بتحدي قوانين الجد بهدف إنقاذ حياة ابنتها، وذلك بمساعدة الطفل “عساف” الذي يعيش خوفاً دائمًا من موتها. تُبرز هذه القصة مدى التناقض بين التمسك بالتقاليد والعادات وبين ضرورة اتخاذ قرارات إنسانية في مواجهة الأزمات الصحية والمجتمعية.

التأثير الاجتماعي والثقافي للفيلم

لا يقتصر نجاح “هوبال” على الجانب التجاري فحسب، بل يتعداه ليشكل ظاهرة ثقافية تسلط الضوء على الإمكانات الفنية والإبداعية للسينما السعودية. إذ يتناول الفيلم موضوعات حساسة تتعلق بالصراع بين التقاليد والحداثة، وبين القوى العائلية والسياسية، مما يجعله عملاً فنياً ذا بعد اجتماعي وثقافي عميق.

يعكس الفيلم أيضًا رغبة المخرج عبد العزيز الشلاحي في تقديم صورة واقعية ومؤثرة عن الحياة البدوية في صحراء السعودية، مع التركيز على التحديات التي تواجهها العائلات في ظل الأوضاع الاجتماعية والسياسية المتقلبة. ومن خلال تقديم قصة إنسانية مؤثرة، يسعى “هوبال” إلى نقل رسالة مفادها أهمية التضامن والعطف في مواجهة الأزمات، حتى وإن تطلب ذلك تحدي الأعراف والتقاليد الراسخة.

توقعات مستقبلية وإمكانيات التوسع

مع استمرار النجاح الكبير للفيلم في أسواق الخليج، يتوقع أن يُفتح أمام الإنتاجات السعودية آفاق جديدة للتوسع والانتشار على المستوى الإقليمي والدولي. يُعد الفيلم بمثابة بوابة لإبراز المواهب المحلية، وتحفيز المستثمرين على دعم صناعة السينما في المملكة، مما قد يؤدي إلى زيادة الإنتاجات الفنية ذات الجودة العالية، وبالتالي تعزيز مكانة السينما السعودية في المشهد العالمي.

يُثبت فيلم “هوبال” السعودي، الذي تمكن من بيع أكثر من 500 ألف تذكرة وتحقيق إيرادات تصل إلى 5.7 مليون دولار، أن السينما السعودية في طريقها نحو قمة الإبداع والنجاح التجاري. يتفوق الفيلم على بعض الإنتاجات الهوليوودية من حيث الإقبال والشعبية في شباك التذاكر السعودي، مما يعكس تحولاً ملحوظاً في تفضيلات المشاهدين واستعدادهم لدعم الإنتاجات المحلية. كما يُبرز الفيلم القدرة الفنية للمخرج عبد العزيز الشلاحي على تقديم قصة درامية تحمل رسائل اجتماعية وثقافية عميقة، تسلط الضوء على التحديات التي تواجه العائلات البدوية في قلب الصحراء. ومع التوسع في العرض في أسواق الخليج وترقب طرحه في قطر، يبدو أن “هوبال” قد يُصبح أحد أهم الأعمال السينمائية في تاريخ السينما السعودية، مما يعزز من مكانتها ويشكل نقطة تحول في صناعة الأفلام في المنطقة.