السبت, أغسطس 2, 2025
الرئيسيةالرئيسةليلى والذئب: تطور الحكاية بين نهاية مرعبة و دور تربوي

ليلى والذئب: تطور الحكاية بين نهاية مرعبة و دور تربوي

قصة “ذات الرداء الأحمر”، المعروفة باسم “ليلى والذئب” التي ظهرت في القرن السابع عشر بقلم الكاتب الفرنسي شارل بيرو، أثارت جدلاً واسعًا حول طبيعة نهايتها وتأثيرها على الأطفال. كانت النسخة الأولى من القصة تحمل نهاية صادمة ومروعة، قبل أن تتغير مع الزمن لتتناسب مع المفاهيم الحديثة حول أدب الأطفال.

النهاية الأصلية: رسالة صادمة عبر مأساة في حكاية ليلى والذئب

في الإصدار الأول الصادر عام 1698، كانت نهاية الحكاية تجسد رسالة تحذيرية موجهة للأطفال. يصل الذئب إلى منزل الجدة، يقتلها، يطهو لحمها، ويضعه على المائدة. عندما تصل ليلى، تأكل دون أن تدرك أنها تتناول لحم جدتها، قبل أن ينقض عليها الذئب ويلتهمها أيضًا.

هذه النهاية القاسية لم تكن مجرد عنصر درامي، بل كانت تهدف إلى توجيه رسالة واضحة للأطفال:

“عدم الالتزام بوصايا الأم والتحدث مع الغرباء يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.”

التعديل على القصة: من مأساة إلى تسلية مشوقة

مع مرور الزمن، خضع النص الأصلي لتعديلات كبيرة بهدف تقليل العنف المفرط وحماية الأطفال من تأثير هذه النهاية الصادمة. ظهرت نسخ بديلة، حملت نهايات مختلفة منها:

  1. صياد ينقذ ليلى والجدّة بعد قتل الذئب وفتح بطنه لاستخراجهما.
  2. الجدّة تختبئ في الخزانة وتهرب من المصير المرعب.

ورغم اختلاف التفاصيل، بقي الحوار الشهير بين ليلى والذئب عنصرًا أساسيًا في كل النسخ:

“يا لكبر عينيك!”
“لأنظر إليكِ بطريقة أفضل.”

اقرأ أيضاً: إعلان نتائج مسابقة مهرجان السويداء للأفلام القصيرة

يا بياع العنب: قصة هدهدة تحاكي مأساة طفلة من معلولا

ليلى والذئب

التحوير وتغيير الرسالة التربوية

رغم الجهود المبذولة لتخفيف حدة القصة، أدى التعديل إلى تغيير جوهر الرسالة. ففي حين أن النسخة الأصلية كانت تحمل تحذيرًا صارمًا للأطفال، أصبحت النسخة المعدلة تعطي انطباعًا مضادًا، يوحي بأن الأخطاء يمكن إصلاحها بسهولة بفضل تدخل منقذ خارجي، مما أضعف عنصر المسؤولية الشخصية.

الأثر الأدبي للتحوير: بين التشويق والفائدة

يشير نقاد الأدب إلى أن التعديل التقني للحبكة أدى إلى تحويل القصة من أداة تربوية صارمة إلى مجرد حكاية تسلية. وفقًا لتحليل الباحثين، فإن الحبكة المعدلة تخالف الأساس الذي وضعه بيرو، حيث تصبح الرسالة الموجهة للأطفال كالتالي:

“لا بأس من خرق القواعد، فهناك دائمًا منقذ ينتظر تدخلك.”

إرث الحكاية بين الأصل والتعديل

تظل “ذات الرداء الأحمر” من أبرز الحكايات في أدب الأطفال، حيث تعكس تطورًا أدبيًا وفكريًا عبر القرون. النقاش حول نهايتها وأثرها على القارئ الصغير يبرز أهمية التوازن بين الحفاظ على الرسائل التربوية وتقديم محتوى ملائم للمرحلة العمرية.

حكاية ليلى والذئب ليست مجرد قصة شعبية، بل هي مرآة تعكس كيف يمكن لتغييرات بسيطة في الحبكة أن تغير الرسالة بالكامل، مما يجعلها مادة دسمة للنقاش الأدبي والتربوي.

جدل نيوز

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات