“القصة ببساطة إني قبل 4 سنين كنت عم أنهي دراستي بفرنسا، وانعرض بوقتا مسلسل سوري عن عيلة فيها 4 بنات، ومن وقتا اتمنيت كون متل هالأب يلي كبر وصار جد، وحواليه أصهرتو وبناتو وأحفادو، يعني باختصار حابب يكون عندي متل هالعيلة”، هذا الحوار بلسان الفنان “باسم ياخور” من أحد مشاهد حلقة “بيجاما وقميص نوم” التي كتبتها “دلع الرّحبي” في المسلسل السوري “الفصول الأربعة ج2” للمخرج الراحل “حاتم علي”.

لا أدري لماذا شعرت البارحة، وأنا أشاهد هذه الحلقة للمرة الخمسمائة ربّما أو أكثر، كحال الكثير من السوريين الذين أدمنوا مشاهدة تلك الأيقونة الاجتماعيّة، أنّ الفنانان تنبآ بالمستقبل من دون قصدٍ أو علم.
لعلّ تغيّر بعض الظروف المحيطة بك تفرض عليك أحياناً شعور محدد، فإحساسك وأنت تأكل طبقك المفضل مع والدتك، يختلف عن تناوله مع شخص تصادفه لأوّل مرّة، يختلف عن تناوله إذا كنت وحيداً تحت وطأة المرض.
الطبق نفسه وأنت كذلك … لكن الظروف مغايرة وبالتالي الشعور مغاير، وهذا ما حصل معي.

عندما سمعت الكلمات، باللاشعور أسقطت المشهد على الواقع، فشعرت كأنّما “ياخور” هو الشعب السوري كلّه اليوم بعد سنوات من الحرب والهجرة، وتحوّلت الكلمات في مسمعي فصارت: “بعد ما هاجرت من البلد وكلّ حدا من أهلي ورفقاتي صار بمكان وتركنا كلّ شي منحبّوا وطلعنا، كنت كلّ ما صحلي شوف مسلسل بيحكي عن عيلة كبيرة بتحبّ بعضا كتير ومهما غابوا عن بعض بيرجعوا بيلتموا، باختصار اتمنيت لو نقدر نكون متل هالعيلة نرجع نلتم مهما دار الزمن..”.
لم يعلم “علي” ولا حتّى “الرّحبي” أنّه بيومٍ ما سيكون هذا المسلسل ونيساً لكلّ سوري في زمننا هذا، كما كان ونيساً لإحدى الشخصيّات التي ابتكروها، لكن الفرق الوحيد أنّ ذاك الشاب عاد إلى الوطن بعد إنهاء دراسته، فهل سيستطيع السوريون العودة إلى بلادهم مرة؟