الإثنين, يونيو 16, 2025
الرئيسيةالرئيسةأسمهان ... عشرة أضعاف بثلاث سنوات!  

أسمهان … عشرة أضعاف بثلاث سنوات!  

أسمهان … عشرة أضعاف بثلاث سنوات!

بحثتُ في أرشيف الصحف المصريّة القديمة حول الأجور التي كانت تتقاضاها الفنّانات اللواتي عاصرنَ أسمهان، وذلك بعد أن عرفت بتقاضيها مبلغاً خياليّاً لم تنلهُ حتّى أم كلثوم، فوجدت مقالاً يعود إلى العام 1940 يذكر أجور الفنّانات في ذلك العام، من الإذاعة، والحفلات، والأفراح.

في الإذاعة

بدايةً مع أم كلثوم التي بدأت مشوارها الفنّي العام 1917 في فرقه والدها للتواشيح الدينيّة والقصائد، إلى أن استقلّت العام 1925،  وكوّنت أوّل تخت موسيقي لها، وهي في عمر 27 عاماً، فكان أجر أم كلثوم من الإذاعة العام 1940 (مائةً وسبع جنيهات مصريّة) على الأغنية الواحدة، وكانت الـ 7 جنيه هي مقدار ضريبة الدخل حينها، لتبقى لها 100 جنيه صافية، وكانت أم كلثوم آنذاك بعمر 42 عاماً وعمرها الفني 15 عاماً.

في الحفلات

كانت أم كلثوم تتقاضى 150 جنيه عن كلّ حفلة عامّة، أمّا المطربة فتحيّة أحمد؛ وهي من مواليد 1898 أيّ من مواليد أم كلثوم، بدأت مشوارها العام 1925 مع فرقه أمين صدقي ونجيب الريحاني، كانت تتقاضى العام 1940 من الإذاعة (17 جنيه ونصف) وكان عمرها 42 عاماً، وعمرها الفنّي 15 عاماً، أمّا ليلى مراد التي وُلدت العام 1918، وهي من مواليد أسمهان، غنّت لأوّل مرّة على المسرح العام 1932، حيث كان عمرها 14 عاماً، ووصل أجرها في الإذاعة العام 1940، إلى 30 جنيه مصري، حيث كان عمرها الفنّي 12 عاماً، أمّا أسمهان التي ولدت العام 1918 وبدأت الغناء العام 1931 ثمّ اعتزلت الفنّ العام 1934، حينما تزوّجت من ابن عمّها الأمير حسن الأطرش ثمّ عادت للفنّ العام 1937، وعادت واعتزلت العام 1941 بعد عرض فيلمها الأوّل (انتصار الشباب)؛ لتعود إلى السويداء من أجل الزواج مجدداً من ابن عمّها لأسباب سياسيّة، تخصّ مصلحة وطنها سوريا، وبعدها عادت العام 1944 إلى مصر لتمثيل فيلم (غرام وانتقام)، لكنّها توفيت قبل عرضه.

غنت أسمهان في العام 1932 على المسرح وتخللت مسيرتها لافنية اعتزالين بسبب زواجها ولأسباب سياسية لكن الإذاعة المصرية تعاقدت معها على 12 أغنية وتقاضت لقاء ذلك 40 جنيه على الأغنية الواحدة

أسمهان في الإذاعة عام 1940

‪تعاقدت الإذاعة المصريّة مع أسمهان على تقديم 12 أغنية على مدار العامّ؛ أيّ أغنية واحدة في كلّ شهر، وكانت أسمهان تتقاضى حينها من الإذاعة مبلغاً وقدره 40 جنيه على الأغنية الواحدة، وكان عمرها الفنّي سبع سنوات تتخللها انقطاعاتٍ متفرّقة لكنّها استطاعت التفوّق على ليلى مراد وفتحيّة أحمد، والوصول بسرعة فائقة إلى نصف أجر أم كلثوم تقريباً! وعلى الرغم من طول مسيرة أم كلثوم الفنّيّة التي تعادل ضعفي مسيرة أسمهان زمناً وكمّاً؛ إلا أن أسمهان اقتربت من أجر أم كلثوم في وقتٍ قياسيٍّ جدّاً. 

أسمهان ... عشرة أضعاف بثلاث سنوات!  

انتصار الشباب أول فيلم لأسمهان بسراكة أخيها فريد الأطرش تقاضت عنه 1500 جنيه وفيلمها الثاني بعنوان غرام وانتقام وتقاضت 15 ألف جنيه وبعد وفاتها تقاضت عائلتها 30 ألف جنيه

في الأفراح

كانت أم كلثوم تنال في الفرح 50 جنيه؛ أمّا أسمهان فكانت تنال 40 جنيه، وذلك في العام 1940، وهو رقم كبير جدّاً آنذاك.

في السينما

مثلت أم كلثوم أوّل أفلامها في العام 1936 بعنوان (وداد)، وتقاضت عن دورها مبلغ 1000 جنيه، بالإضافة إلى 40% من الأرباح بعد تغطية نفقات الفيلم، وفي العام التالي صدر لها فيلم (نشيد الأمل) أمّا في العام 1940 نالت أم كلثوم عن فيلم (دنانير)، وهو ثالث أفلامها، مبلغ 5000 جنيه! وكان هذا أعلى أجر في السينما.

أسمهان في السينما

مثلت أسمهان في العام 1941 أوّل أفلامها، (انتصار الشباب)، وتقاضت عنه 1500 جنيه عن دورها تمثيلاً وغناءً، وتقاضى فريد 1500 جنيه عن التمثيل والغناء والتلحين، وهنا نجد أن أسمهان تقاضت في فيلمها الأوّل مبلغاً يفوق أجر أم كلثوم في فيلمها الأوّل (وداد) نظراً لسحر صوت وصورة أسمهان، أمّا أم كلثوم التي لم تتميّز في تمثيلها كما في غنائها لم تستطع التفوّق على أسمهان في السينما؛ ففي العام 1943 وقّعت أسمهان في القدس عقداً ينصّ على تمثيلها فيلمها الثاني (غرام وانتقام) لصالح شركة (استوديو مصر)، فطلبت مبلغاً خياليّاً يفوق أجر أم كلثوم بثلاثة أضعاف، وقدره 15 ألف جنيه مصري، وتعهّدت لها الشركة بمبلغ تأمين على حياتها، وقيمته 15 ألف جنيه أيضاً؛ وهو المبلغ الذي دفعته الشركة بعد وفاة أسمهان لعائلتها، أيّ أنّ هذا الفيلم كلّف شركة استوديو مصر مبلغ 30 ألف جنيه مصري عن دور أسمهان فقط.

ليلى مراد في السينما

إنّ ليلى مراد التي تقاضت عن أوّل أفلامها (يحيا الحبّ) العام 1938، مبلغ 200 جنيه فقط، تقاضت في العام 1946 مبلغ 12 ألف جنيه في فيلم (ليلى بنت الأغنياء)، كما ذكر الكاتب سمير صبري في كتابه (حكايات العمر كلّه)، وكان الجنيه الواحد يساوي جنيهاً ذهبيّاً، وكان أغلى من الجنيه الاسترليني .

لو عاشت أسمهان وتوفيت أم كلثوم في العام 1944 هل كنا سنسمع أغنيات أم كلثوم كما نسمع اليوم أغنيات أسمهان التي عملت في الإذاعة والأفراح العامة والمسرح والسينما وتقاضت أعلى الأجور بين كل الفنانات حينها

هكذا نرى أن أسمهان تفوّقت على الجميع في أجورهم سينمائيّاً، ووتفوّقت على الجميع في أجرها من الإذاعة، وفي الأفراح والحفلات العامّة، على الرغم من كرهها لإحياء الحفلات والوقوف أمام عامّة الناس، ووصلت إلى منافسة أم كلثوم في أجرها في الأفراح، واقتربت من نصف أجرها في الإذاعة خلال مدّة قياسيّة، وهنا يجب أنّ ننوّه أنّ أسمهان لم تسجّل أغنيات لصالح الإذاعة بعد العام 1940‪، بسبب انشغالها في السينما والسياسة وعدم التركيز على مسيرتها الفنّي.

ويبقى السؤال ماذا لو توفيت أم كلثوم في العام 1944 وعاشت أسمهان بعدها للفنّ فقط؟

هل كنّا سنسمع أم كلثوم الثلاثينيّات والأربعينيّات كما نسمع كنوز أسمهان الآن؛ أم كنّا سنعتبرها الآن من بين نجوم الصف الثاني أو الثالث في تلك الحقبة وهم شبه منسيين الآن!؟

يوسف يوسف

جدل نيوز

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات