الباحث والمؤرخ محمد قجة
حمل الباحث والمؤرخ “محمد قجة” اسم جدّه الخامس الذي قاد انتفاضةً ضدّ “خورشيد باشا” الوالي العثماني الذي قابلها بسياسة القمع
والتقتيل.
نشأ المؤرخ “محمد قجّة” في أحضان عائلة مولعة بالعلم والثقافة، حيث قطنت هذه العائلة حلب قبل أكثر من 600 عام، وكان والده يباريه
بالشِعر، ويوجهه لقراءة الكتب، فكان ديوان المتنبّي المكتوب بخطّ اليد، رفيقه الأوّل، فحفّز “قجة” في محبّة الشعر والأدب وحفظ القرآن
والاطلاع على سِير الملوك.
بدأ محمد قجة بكتابة الشعر في مرحلة مبكرة، وتابع مراحله الدراسية وصولاً لنيله الإجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق في 1963.

الباحث والمؤرخ محمد قجة
هكذا دفع “قجة” الشغف بالعلم والتاريخ والأدب إلى عدم الوقوف عند حدّ الوظيفة الإداريّة، فانطلق إلى “الجزائر” الشقيقة لدراسة الماجستير
في تاريخ الأندلس التي أحبّها وعشق فترتها الذهبيّة.
وبعدها عاد “قجة” من السفر حاملاً قرار التفرّغ للتأليف والبحث والتوثيق، وتوّجت رحلة أبحاثه الطويلة باكتشاف موقع منزل “المتنبي”
في مدينة حلب العريقة، وباشر العمل على تحويله متحفاً لكن اندلاع الحرب في البلاد حال من دون الوصول إلى ذلك الحلم.
نهايةً وضع “محمد قجة” أكثر من 20 كتاباً أصبحت في معظمها مراجع أساسيّة عن مدينة حلب، ومنها: “الكتاب الذهبي لتوثيق فعاليّة حلب
عاصمة للثقافة”، “فلسفة العمارة الإسلاميّة حلب نموذجاً”، “الحياة الفكريّة في العصر الأيوبي”، “قلعة حلب صوت من التاريخ”، “محطّات
أندلسيّة” … إلخ.