لطالما طاف العابر حول تمثال عدنان المالكي وساحته الشهيرة باسمه في أرقى أحياء مدينة دمشق، يرفع بنظره نحو صاحب التمثال سواء كان راجلاً أم يقود سيارته، وهي إن دلّت على شيء فلن تكون إلا إشارة إلى أهمّيّة وخصوصيّة عدنان المالكي للدمشقيين خاصّةً وللسوريين عامّةً.
يتساءل البعض بطبيعيّة من هو عدنان المالكي؟ لكن هذا السؤال بات أكثر إلحاحاً اليوم بعد تعدّي يدّ الغدر على هذا التمثال الرمز بإطلاق أعيرة النيران عليه وتشويهه، فقد انتشرت صور تثير القلق والاشمئزاز معاً؛ من فعل أحدهم بتشويه التمثال والتعدّي على رمزيّة واحدةٍ من الشخصيّات السياسيّة المؤثّرة في التاريخ السياسي السوري الحديث.

لدى مطالعتنا الأخبار لاحظنا أيضاً أنّ هناك سرقة وتخريب للمتحف الخاصّ بالعقيد المالكي، الذي طالته يدّ الاغتيال في 22 نيسان من العام 1955، فهل يعمدّ أحدهم إلى اغتيال عدنان المالكي مجدداً ؟! وقد كان اغتياله حدثاً غير عاديّاً مهّد سابقاً لتحولات سياسيّة خطيرة في تاريخ سورية، ولربّما يكون حدثاً متجدداً في تاريخ هذا البلد اليوم أيضاً!
اغتيال عدنان المالكي مجدداً
عدنان المالكي المولود في العام 1919، من أصول حلبيّة، كان ضابطاً لامعاً في الجيش السوري، بعد استقلال البلاد من الانتداب الفرنسي، له مواقف وطنيّة وسياسيّة بارزة، وطالته يدّ الاغتيال من خلال الرقيب يونس عبد الرحيم، أثناء حضوره مباراة رياضيّة في نادي الضباط بدمشق.

لدى قراءة بعض المراجع نجد أن اغتيال عدنان المالكي كان مفصلاً مهمّاً، فاستخدم ذريعةً لاستهداف كوادر الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي أشيرت إليه أصابع الاتهام حينها، وفي نفس الوقت كان متكئاً لصعود وتنامي نفوذ حزب البعث وصولاً إلى انقلاب 1963.