السبت, أغسطس 2, 2025
الرئيسيةالرئيسةضوء من معرض (طريق)

ضوء من معرض (طريق)

ضوء من معرض (طريق)

وسط زحمة المدينة القديمة وتفاصيلها المتشابكة، شهدت دمشق مؤخراً حدثاً فنّيّاً استثنائيّاً أعاد النبض إلى شرايينها الثقافيّة.

معرض (طريق)، الذي أُقيم في قلب العاصمة، لم يكن مجرّد فعاليّة فنّيّة، بل كان دعوة صادقة لإحياء الحياة من

جديد، من بين رماد الإرهاق وصخب الواقع بمزيج من التجديد والابتكار، اجتمع عدد من الفنّانين السوريين ليرسموا

عبر أعمالهم رؤىً جديدةً، تحمل أفكاراً معاصرة تعكس صمود الإنسان وقدرته على تحويل الألم إلى إبداع، والحطام إلى جَمال.

(اتصال) … عمل فني يختزل الإنسان (أغيد) في معرض (طريق)

شارك الشابّ أغيد في معرض طريق بعمل فنّي حمل عنوان (اتصال)، عبّر من خلاله عن رؤيته العميقة للعلاقة

الجوهريّة والدائمة التي يجب أن تربط بين العقل والفكر من جهة، والشعور والإحساس من جهة أخرى.

يرى أغيد أنّ الإنسان، في جوهره، ليس مجرّد أفكار ولا مشاعر منفصلة، بل هو أفعاله، تلك القرارات اليوميّة، ردود

الأفعال، المواقف، وحتّى اللحظات الصامتة – كلّها نابعة من تماسك داخلي بين ما يفكر به وما يشعر به. العمل

الذي قدمه لم يكن فقط قطعة فنّيّة بصريّة، بل كان أشبه بجسر رمزي يربط هذه العوالم ببعضها.

(اتصال) هو تذكير بأنّ العقل وحده لا يكفي، والشعور وحده لا يكفي، بل إنّ القيمة الحقيقيّة تظهر عندما يتوحّد

الفكر مع الشعور، فتنبثق الأفعال صحيحة، صادقة، وفي وقتها المناسب.

ضوء من معرض (طريق)

في لحظة صفاء نادرة، عبّر أغيد عن قناعته بأنّ الإنسان عندما يكون على اتصال حقيقي مع ذاته بفكره، وعقله،

وشعوره فإنّ الحياة تضعه تلقائيّاً في المساحة الصحيحة، مع الأشخاص المناسبة، في الزمن المناسب.

عمل أغيد ترك بصمة خاصّة في المعرض، كأنّه يقول لنا: “كن على اتصال… لتكن إنساناً حقيقيّاً”.

الفنّانة البصريّة دلع جلنبو … (تراكم) من الألم إلى الضوء

شاركت الفنّانة البصريّة (دلع جلنبو) في معرض طريق بعمل فنّي حمل عنوان (تراكم)، حيث تناولت فيه موضوعاً

إنسانيّاً عميقًاً يتمثّل في التجارب التي يمرّ فيها الإنسان خلال حياته، ما بين الجمال والقبح، النور والظلمة.

يركّز عمل (دلع) على القصص السوداء التي تعيش في ذاكرتنا، تلك اللحظات المؤلمة والأخطاء التي تترك آثاراً فينا.

لكنّها لا تكتفي بعرض الجانب القاتم، بل تضع في قلب العمل رسالة أمل، ممثّلة في شمعة مضيئة، رمزاً للحبّ

والشغف اللذين يسكناننا رغم كلّ شيء.

بالنسبة لها، هذا الضوء الصغير هو القادر على تغطية القبح وتجاوز الماضي، ليُصبح طريقاً نحو بدايات جديدة ونظيفة.

تؤمن دلع أنّ كلّ شخص قادر على إشعال شمعته الخاصّة، وأنّ في داخل كلّ إنسان طاقة كامنة تستطيع تحويل

الألم إلى عطاء، والندم إلى إبداع.

(تراكم) ليس مجرّد عمل فنّي، بل دعوة للتصالح مع الذات، والانطلاق من جديد بنور داخلي ينبع من الحبّ، لا من الكراهية أو الندم.

ضوء من معرض (طريق)

شارك كثير من الفنانين الذين تركوا بصمتهم في هذا المعرض ومن بعض الأعمال (بعُد مخفى)، (رقم)، (معبر)، (مراية).

في الختام، يُعدّ معرض طريق تجربة فنّيّة ملهمة جمعت بين الإبداع والتنوّع، وفتحت آفاقاً واسعةً أمام الفنّانين

للتعبير عن أفكارهم بطريقتهم الخاصّة.

لقد شكّل هذا المعرض منصّة حقيقيّة لإبراز المواهب، وساهم في ترك بصمة فنّيّة واضحة في ذاكرة الزوّار

والمشاركين على حدّ سواء.

إنّه ليس مجرّد معرض، بل رحلة فنّيّة تحمل رؤى متميّزة، وتؤكّد على أهمّيّة الفنون كوسيلة للتواصل والتأثير والتغيير.

كاترين خوري

جدل نيوز

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات