انطلاقة جديدة ومتميّزة لمعرض سوريا الدولي للنفط والغاز والطاقة( SOG ) الذي نظّمته شركة نظام للمعارض والمؤتمرات بالتعاون مع وزارة الطاقة على أرض مدينة المعارض بدمشق، والذي يستمر مدّة أربعة أيّام.
وبعد جولة للسيّد غياث دياب، معاون وزير الطاقة لشؤون النفط، مع الوفد المرافق للاطلاع على أحدث التقنيّات بمجال الطاقة؛ ألقى كلمةً أكد فيها أن المعرض جمع نخبة من الشركات الوطنيّة، والعربيّة، والدوليّة، وجسّد إرادة العمل والبناء، رغم التحدّيات والصعوبات، وعكس إصرار الحكومة للنهوض بقطاع النفط والطاقة، لتشكيل ركيزة أساسيّة بإعادة الإعمار والتنمية.
من جهته أشار السفير الإيطالي بسوريا (ستيفاني رافانيان) للمشاركة الأولى للشركات الايطاليّة العاملة رسميّاً في قطاع الطاقة بسوريا، حيث يوجد سبع شركات إيطاليّة، بعضها موجود قبل العام ٢٠١١، والبعض منها يسعى للاستثمار بمجال النفط والغاز والطاقة المتجددة.

السيّد علي نظام مدير شركة نظام للمعارض، الجهة المنظّمة للمعرض، حدّثنا قائلاً: إنه قبل العام ٢٠٢٥ لم يكن هناك صناعة نفطيّة، ومن الآن فصاعداً عادت سوريا لتكتب مستقبلها بأيدي أبنائها. فالمشاركون اليوم نحو ٩٠ شركة وطنيّة، وعربيّة، وأجنبيّة، وعلى أكبر مستوىً عالميّ، كالشركات السعوديّة العملاقة، حيث جاؤوا إلى سوريا ليوقعوا عقود على أكبر مستوى، كما أضاف نظام: إن سوريا بلد واعد جدّاً، والأيّام القادمة ستكون الأجمل لما تحويه من استثمارات على أكبر مستوى. فسوريا ذات موقع جغرافي وثروات نفطيّة قويّة. وعن الشباب السوري قال نظام: هم مستقبل البلاد واللبنة الأساسيّة لبنائه، وعلى طلابنا في الاغتراب أن يعلموا أن سوريا قادمة للأجمل، وستُسعد بعودتهم، ومشاركتهم في صناعة مستقبلهم بما يضمن لهم مصلحتهم ومصلحة سوريا.
من الشركات المتميّزة والراعية للمعرض شركة الشرق الأوسط للكابلات (مسك)، وهي شركة سعوديّة تأسست منذ ٣٢ عاماً، حيث حدّثنا مسؤول التسويق في الشركة السيّد أحمد نبيل حمادة إنها متخصصة بمجال الكابلات، والأسلاك، وسبب المشاركة في المعرض هو أن الشركة تصنع كابل يضخّ لمحطّات النفط والغاز، وأشار حمادة إن شركة مسك من الشركات السعوديّة الكبرى، وأردنا التعريف عليها من خلال المعرض، وقد تمّ توقيع عقود واستثمارات مع السوريّة للبترول المتميّزة فمنتجاتنا حائزة على شهادات كبيرة، ويجب التعامل مع منتج ذو جودة عالية ليكون مورد معتمد.

المهندس محمد سامر حرب معاون مدير المشروعات في الشركة السوريّة لتخزين وتوزيع المواد البتروليّة أضاف: نشارك بكلّ المعارض، فهي مهمّة لتبادل الخبرات والمعلومات، والعلم متاح، وعلينا السعي وتبادل المعلومات لإنجاح أيّ عمل، فشركتنا قديمة، ورائدة، وموثوقة بمجال تخزين وتوزيع المواد البتروليّة، فنحن مسؤولين عن المادّة من لحظة خروجها من المصافي حتّى تخزينها وتوزيعها، مع تخديم كلّ القطاعات الخدميّة، والزراعيّة والصناعيّة، فالشركة موثوقة لإنتاجها مواد ضمن الجودة المطلوبة، وحسب المواصفات القياسيّة السوريّة، ولأنّها رائدة في مجال معالجة المخلّفات النفطيّة، وحماية البيئة، كان لشركة مصفاة دمشق للبتروكيماويّات مشاركة، وقد أطلعنا د. سامر أبو عمار صاحب ومدير الشركة، على أهمّ ما تتميّز به كشركة رائدة في مجال إنتاج الزيوت المعدنيّة، خاصّةً زيوت الأساس، المادّة الأوّليّة لإنتاج زيوت المحرّكات، وفي العام ٢٠٢١ كانوا من أوّل المبادرين لتأسيس مشروع يتعلّق بحماية البيئة، وإنتاج منتجات نفطيّة من المخلّفات النفطيّة، ليأخذوا السبق في إعادة تدوير تلك المخلّفات للمحافظة على البيئة من جهة، ولإنتاج منتجات ريادة المخاليط الهيدروليك المركزة والسوداء.

كما قامت الشركة باستصدار مواصفة خاصّة بها من هيئة المواصفات والمقاييس، والسعي لتعميمها للدخول بالأسواق المجاورة. وعن المعارض ذَكَرَ (أبو عمار) إنها فرصة حقيقيّة لإظهار جودة الموادّ الوطنيّة للوصول للأسواق المجاورة، وإثبات الوجود المحلّي على صعيد الأسواق المحلّيّة.
المشاركة المميّزة كانت من إيطاليا لأحد الشركات بعد انقطاعٍ دام ١٥ عاماً، حيث علّقت مديرة الوكالة الإيطاليّة للتجارة الخارجيّة السيّدة مارينا: نحن نمثّل الحكومة الإيطاليّة، وننظّم برنامجها للمشاركة في المعارض الدوليّة، واليوم قررنا تنشيط الحضور مع الحكومة السوريّة الحديثة، بعد غياب مدّة ١٥ عاماً، حيث تمّ تنظيم مشاركة ٧ شركات إيطاليّة. وعن أهمّيّة المعارض أضافت مارينا: المعرض آمن لنا، ووسيلة لنكون حاضرين مجدداً مع الشركات الإيطاليّة للتواصل مع الشركات السوريّة.

بدوره أكد المهندس أحمد مصطفى، من إدارة تنظيم قطاع البترول في وزارة الطاقة، على أنّ مشاركة الوزارة تشكّل إضافة للمعرض باعتبارها المسؤولة عن القطاع بشكل عامّ، وأتت المشاركة للتعرّف على الشركات الجديدة في قطاع النفط في السوق السوريّة، بهدف تطوير القطاع بشكل عامّ، والتعرّف على شركات جديدة، تزوّد قطاع النفط بخبرات إضافيّة، للاحتكاك بشركات أجنبيّة مع الكادر الوطني، لزيادة الخبرات، والاطلاع على التكنولوجيا المستخدمة بكلّ المجالات، وأكد على ضرورة الاهتمام بالشباب اليوم لأنه المادّة الأساسيّة للنهوض بسوريا .

يستمر المعرض مدّة ٤ أيّام، والمواصلات مؤمّنة مجاناً من جانب منطقة البرامكة، ووزارة الزراعة، والحدث اقتصادي ومحوري، كما يعكس تحوّل سوريا لمرحلة إعادة الإعمار بعد التحرير، كما يُعدّ بداية الاندماج الاقتصادي مع الخارج عربيّاً، ودوليّاً، ولا بدّ من التأكيد على أن مشاركة السعوديّة هي استكمال للجهود الثنائيّة لبناء شراكات اقتصاديّة، وتعزيز التبادل التجاري مع سوريا، والحضور السعودي يعكس التزام المملكة بدعم الاستقرار، والنهوض الاقتصادي بالمنطقة لجعل الاقتصاد أداة رئيسة لبناء السلام، وإعادة الإعمار لسوريا.

حوار المهندسة هناء صالح

