أسمهان (أم يحيى)
عانت الأميرة أسمهان طوال حياتها القصيرة من عدم الرضا عن تجاربها الزوجيّة، ولم يكن دافعها في الزواج هو الحبّ، وإنّما لها في كلّ زواج قصّة مأساويّة، حيث كانت تبلغ من العمر 15 عاماً حينما تزوّجت من ابن عمها الأمير حسن الأطرش بعد أن اتجه إلى مصر وطلب يدها، فرفضت والدتها لأنّ أسمهان كانت مصدر العيش الرئيس لوالدتها وشقيقها الأكبر فؤاد، والذي كان شديد القسوة على شقيقته الوحيدة، فعاد الأمير حسن إلى السويداء وأثار الدروز ضدّ الأميرة علياء وعاد إلى مصر ثانيةً لطلب يدّ أسمهان للمرّة الثانية، فقبلت والدتها، ولكن مقابل أن تأخذ 500 جنيه من الأمير مهراً لابنتها، وأن يسجل الأمير للسيّدة علياء منزلاً في دمشق باسمها، ولكن أسمهان اشترطت قبل موافقتها على هذا الزواج أن تزور مصر في كلّ عام، وكان لها ما تريد، فتزوجت أسمهان من ابن عمها العام 1934، ومن ثمّ أصبحت تسعى لإنجاب مولود يحمل اسم أبيه، فالأميرة أسمهان لم تحاول الإجهاض أبداً كما روّج المسلسل المسيء لصورتها!.

أسمهان (أم يحيى)
لكنّها كانت تعاني من ضعف بُنيتها مما أثّر سلباً عليها أثناء فترات حملها، ثمّ أدّى إلى وفاة طفلها الأوّل، الذي حمل اسم جدّه، أيّ (يحيى) بعد بضع أشهر من ولادته العام 1935، ثمّ وفاة طفلتها العام 1936، بعد ولادتها بأشهر قليلة أيضاً، إلى أن أنجبت ابنتها الوحيدة (كاميليا حسن الأطرش) العام 1937، ولحفظ سلامتها قررت، وبعد إذن زوجها الأمير حسن الأطرش، أن تلدها في مصر حيث تعيش والدتها الأميرة (علياء المنذر) لتشاركها عبء رعاية وحماية الطفلة، وبعد ولادة الطفلة قررت أسمهان خلال وجودها في مصر استغلال هذه الفرصة، وتسجيل بعض الأسطوانات بعد انقطاعها عن الفنّ حوالي أربعة أعوام، سجلت حينها عدّة أغنيات من ألحان شقيقها الموسيقار فريد الأطرش لشركة بيضافون، فأعادت تسجيل أغنية (عليك صلاة الله و سلامه) بعد أن أذيعت بصوت فريد الأطرش في إذاعة BBC في العام السابق، وهي أوّل أغنية دينيّة في العالم العربي.

كما سجلت أغنية (نويت أداري آلامي) ألحان فريد الأطرش، وأغنية (رجعتلك يا حبيبي) ألحان فريد الأطرش، والتي غنّتها بمناسبة عودتها إلى ديار زوجها الأمير حسن الأطرش في السويداء، بعد غيابها عاماً كاملاً في مصر.
وبعد إنجاب كاميليا لم تستطع أسمهان الإنجاب مجدداً لأسباب صحيّة، وكانت تتعرّض لعدّة مضايقات بسبب علاقتها المتوترة بشقيقات الأمير حسن، فطلبت الطلاق وقررت الاتجاه إلى مصر لتعلن عودتها الفنّيّة بقوّة كبيرة.
وبعد محاولات فاشلة من الأمير حسن لإقناعها بالتراجع عن قرار الطلاق حصلت على طلاقها العام 1939 ثمّ تزوّج الأمير حسن من السيّدة اللبنانيّة (هند علم الدين) لكنّه بقي يفكّر بأسمهان.
أسمهان (أم يحيى)
لكن حينما اتجهت أسمهان إلى سوريا العام 1941 لإقناع الدروز بالتضامن مع الحلفاء ضدّ قوّات فيشي الفرنسيّة لتحرير سوريا من الاحتلال، طلب الأمير منها العودة زوجةً له فقبلت أسمهان لإنجاح مهمّتها الوطنيّة، على الرغم من أن الطائفة الدرزيّة تمنع الطلاق، ولا يستطيع الرجل الزواج مجدداً من طليقته بسهولة، لكن الأمير حسن بذل كلّ ما في وسعه ليحصل على فتوى شرعيّة من شيوخ الطائفة تسمح له بعودة أسمهان زوجةً له، ثمّ قام بطلاق هند علم الدين، وتزوّج من أسمهان في شهر يوليو بعد دخول الحلفاء إلى سوريا، وانتصارهم على قوّات فيشي، وأقام لها حفل زفاف كبير في فندق الشرق في دمشق، حضره العديد من القادة الفرنسيين، والبريطانيين، كان في مقدّمتهم الوزير البريطاني المفوّض لدى سوريا ولبنان (الجنرال ادوارد سبيرز) والذي ذكر هذه الليلة في مذكراته.
هذه صورة نادرة للأميرة أسمهان في جبل الدروز أثناء حملها الأوّل في العام 1935.

وهذه صورة من مذكرات (سبيرز).

وهذه صورة مقالة نادرة تتحدث عن زفاف الأميرة أسمهان في العام 1941.

بقلم يوسف يوسف