رسائل محمود نصر
يجسّد الفنّان محمود نصر في أحدث أعماله دوراً مركباً يفيض بالمأساة، حيث يلعب شخصيّة شابّ فقير عاش تحت
وطأة الحرب التي دمّرت كلّ ما حوله، لكنّه لم يكن ضحيّة الخراب المادّي فقط، بل طاردته لعنة عائليّة جعلت العالم
تنظر إليه بعين الاحتقار.
بدأت الحكاية بشابّ يُدعى فرج نشأ في بيئة قاسية، الحرب حرمت عائلته من الاستقرار والأمان، ليجد نفسه يكافح
من أجل البقاء، ويحمل على كتفيه تهمة لم يرتكبها، إذّ يُنظَر إليه باحتقار لأنّ والدته قتلت والده وأنجبته في السجن.
لا يرى الناس سوى ماضي والدته، كلّما حاول التخطّي والنهوض وجد الأبواب مغلقة لأنّ اللعنة العائليّة تلاحقه في
كلّ مكان.
رسائل محمود نصر
كان الفنّان “محمود نصر” كفيل في أربع حلقات فقط أن يبكينا لساعاتٍ طويلة، لا يمكننا تخطّي أداءه وصوته
المثقل بالحزن وجسده المنهك من الكفاح.
نكتشف أنّ هذه القصّة ليست مجرّد دراما عن الحرب والفقر، بل هي تأمّل عميق في كيفيّة تعامل المجتمعات مع
الأفراد الذين يحملون إرثاً مؤلماً مرغمين في تلقيه.
تُسلّط الحكاية الضوء على الظلم الاجتماعي، وكيف أنّ الأحكام المسبّقة قد تكون أشدّ قسوة من أيّ حرب.
بالإضافة الى ذلك شخصيّة فرج تحبّ فتاة من القرية نفسها، يعيشون كامل تفاصيلها، لكن القدر له قرار آخر،
تصطدم قصّتهم بالرفض من أهل الفتاة لأن حياة فرج وماضيه لا تعجبهم.
رسائل محمود نصر
بأدائه المذهل في هذا الدور يثبت محمود نصر مرّة أخرى أنّه ليس مجرّد ممثّل بارع، بل فنّان قادر على لمس
القلوب وإيصال رسائل إنسانيّة عميقة.
شكراً فرج لأنّك جعلتنا نعيد النظر في إنسانيّتنا.
شكراً فرج لأنّ قسوة الحياة خلقت منك بطلاً.
وشكراً للفنّان محمود نصر، لأنّك في كلّ مرّة تُذهلنا بأدوارك المميّزة.
يُذكر أن العمل من إخراج الليث حجو وكتابة رامي كوسا عن فكرة البطل للراحل ممدوح عدوان.
