على مدى سنوات استمر مهرجان السويداء للأفلام القصيرة طرح نفسه كصوت ثقافي سوري متفرّد على الرغم من صعوبة الظروف في طرح مثل هذه المشاريع، إلا أن لغة
الاستمرار كانت الصبغة البارزة في المهرجان، كما استطاع سنةً تلو سنة أن يحجز لنفسه مكانةً مميّزةً وخاصّة به، فلم يقتصر المهرجان على حضوره المحلّي – كما في دوراته
الأولى – بل استقطب مشاركاتٍ مهمّةٍ من المحافظات السوريّة، ومن الدول العربيّة، وأيضاً من العرب المغتربين في أنحاء العالم، وكان ذلك وصولاً إلى النسخة الثامنة من
المهرجان، التي كانت مقررةً في بداية الشهر الثامن من العام الجاري … التقينا مدير مهرجان السويداء للأفلام القصيرة الفنّان عصام الداهوك ليحدّثنا عن مصير هذه الدورة
الأخيرة، وعن آخر المستجدات الثقافيّة والفنّية في محافظة السويداء.
ما هو مصير الدورة الثامنة من مهرجان السويداء للأفلام القصيرة؟
بعد نجاح الدورة السابعة من المهرجان في العام الماضي 2024 باشرنا التحضير للنسخة الثامنة منه، وحصيلة الأفلام التي أُرسلت للمشاركة من كافة البلدان كانت مئة
وخمسين فيلماً، وتابعت اللجنة المكلفة من إدارة المهرجان بمناقشة الأفلام المناسبة للعرض في الدورة الجديدة، والأفلام التي تمّ إقرارها والموافقة عليها كانت حوالي ستّة
عشرة فيلماً قصيراً، سيتمّ عرضها على مدى خمسة أيّام متتالية بالتنسيق مع مديريّة الثقافة في السويداء.
كما هو معلوم عن موعد مهرجان السويداء للأفلام القصيرة المقرر إقامته في بداية الشهر الثامن من هذا العام 2025، إلا أن الأحداث التي حصلت من هجوم بربري على
السويداء حال دون قيام هذا النشاط مع كلّ أسف، وقد كان أعضاء لجنة التحكيم، وهم من عدّة محافظات سوريّة، ومن لبنان، ومن الجزائر، على اطلاعٍ بكلّ ما جرى.
اليوم ما زلنا مصرّين على عدم تغييب الدورة الثامنة من مهرجان السويداء للأفلام القصيرة، ولذلك سيتم الإعلان عن وقت الدورة الجديدة خلال شهر كانون الأوّل القادم،
وسنختصرها على مدار يومين فقط، والمهم ألا نلغيها أبداً، لا سيّما وأنها جاهزة تقريباً من كلّ النواحي.
لا بدّ من القول بأنّ الصدمة كانت حاضرة، وما زلنا مندهشين لكلّ ما جرى من اعتداءات، وانتهاكات، وجرائم جرت بحقّ أهلنا في السويداء، لكن اليوم وجب علينا أن نتابع ونستمر
بنشاطنا من جديد، وأن نرفع الصوت عالياً.
ما هو جديدكم الثقافي من حيث التجمّع الجديد الذي تودّون إطلاقه قريباً والإعلان عنه؟
التوجّه الحالي أننا اليوم كمجموعة من المختصّين في الشأن الثقافي، والفنّي، نحاول بجدّيّة، وبالاعتماد على العنصر الشابّ، إطلاق تجمّع جديد – تمّ تسميته بـ “عنّابة” – يُعنى
بالثقافة، والفنون، وكلّ القضايا التي تدعم هذا المحتوى، وهناك مشاريع كثيرة من محاضرات، وندوات، ودورات، وغيرها من النشاطات الضروريّة لهذه المرحلة، فقد تمّ إعداد
مسرحيّتين من الأدب العالمي، نعمل على تنفيذهما، وأفلام قصيرة قمنا بتصويرها، وجاري العمل على مونتاجها، وكذلك مشاريع تراثيّة سوريّة وثقافيّة، سيكون الشعر حاضراً
في واحدة منها.
مسائل كثيرة جاهزة من قبل المجموعة، التي سنعلن عن أسمائها قريباً، وباختصار شديد هناك مفاجئات مهمّة في هذا التجمّع، الذي سيضمّ المشاركات من كافة أنحاء
المحافظة مثل: شهبا، وصلخد، والقريّا، وغيرها، المهم أن يكون الاشتراك من جميع أبناء السويداء المثقفين، والمهتمين بالشأن الفنّي، السينمائي، والتشكيلي، وكافّة أنواع
الفنون.
نرغب بتصحيح المسار، وأن نبني من جديد، بعيداً عن السياسة، وبروح ذات طابع فنّي صادق، يهتمّ بالوضع العامّ في سوريا، وبالشأن الخاصّ في السويداء على وجه التحديد،
بعيداً عن الشعارات الرنّانة، والخطابات الطائفيّة.