وداعاً ٢٠٢٣ … وداعاً بكلّ ألفاظ الوداع … وداعاً من الواو إلى العين …
بدأت ٢٠٢٣ مع جرعة من الأمل لبداية عامٍ جديدٍ خالٍ من الأمراض والمصائب،
وسرعان ما بدأ هذا الأمل يتقلّص داخل النفوس منذ بداية أشهر السنة الأولى.
حيث استقبل الناس شهر الحبّ (فبراير) بزلازل هزّت قلوب سكانها قبل أبنيتهم،
آخذةً معها أرواح الكثير والكثير من الأبرياء، مصطحبةً أحلامهم ومستقبلهم إلى مثواهم الأخير.
مما جعل جرعة الأمل للبداية الجديدة يصل إلى حدّه الأدنى،

وسرعان ما تحوّلت منشورات صفحات التواصل الاجتماعي من معايدات العام الجديد إلى نعواتٍ!!
قد وصلت هذه النعوات إلى الآلاف في يوم واحد!
لم يقتصر الأمر على الزلازل الكونيّة فقط بل أصبحت الأيادي البشرية المتورّط الأكبر في منح أنفسنا جرعات حزنٍ متجددة.
فساهمت هذه في خفض جرعة الأمل وإيصالها إلى ما تحت الحد الأدنى.
حيث أنّ العدوان الصهيوني المتجدد على قطاع غزّة أصبح من الأشياء الروتينيّة اليوميّة.
وباتت أصوات الصواريخ والمتفجرات من السيمفونيّات المضافة إلى لوائح الناس الموسيقيّة.
كما اعتدنا كلمات الرثاء ومنشورات الموت التي لا تقلّ أهمّيّتها عن جملة: (صباح الخير).
هكذا أيضاً كان ختام العام بعيداً عن (المسك)، كما المثل الدارج، بل تمام البعد،
حيث أنّ الدمار عمّ الأرجاء والنواحي في الوطن العربي بعد فاجعة فلسطين
التي بلغ بطلها الأكبر طفلٌ لا يتجاوز من العمر الأسبوعين فقط!

ولكن أما كفانا؟ … أما كفانا ألماً ودموعاً؟
أما كفانا: ننعي إليكم وفاة فلان وفلانة؟
وبالرغم من كلّ ذلك، ومع أيّامنا الأخيرة لهذا العام المنصرم، ستبقى لجرعة الأمل حضورها لدينا.
عسى أن تكون بدايةً مختلفةً.
فمع كلّ عامٍ جديدٍ نعاود شحن أنفسنا تفاؤلاً وفرحاً، ولو كان شحنها بأضواء الشموع والبطاريات و”الليدات”.
آملين بداية جديدة … لأمل جديد … في عامٍ جديد.
2024 كوني برداً وسلاماً لنا جميعاً.