الخميس, يوليو 31, 2025
الرئيسيةالرئيسةيا بياع العنب: قصة هدهدة تحاكي مأساة طفلة من معلولا

يا بياع العنب: قصة هدهدة تحاكي مأساة طفلة من معلولا

تعود خلفية أغنية “يا بياع العنب” الشهيرة التي أدتها الفنانة الكبيرة فيروز إلى قصة واقعية مليئة بالشجن، جرت أحداثها في بلدة معلولا السورية. تروي القصة مأساة طفلة صغيرة اختطفت في ظروف مأساوية، وتحولت كلماتها إلى رمز شعبي يعبر عن الألم والفقدان.

القصة الأصلية لأغنية يا بياع العنب: اختطاف طفلة بين الوديان

بدأت القصة عندما اختطفت طفلة لا تتجاوز العشر سنوات من منزلها في معلولا بينما كان أهلها يعملون بين الوديان في جمع ثمار المشمش والخوخ. اقتحمت مجموعة من البدو البلدة واختطفوا الطفلة، تاركين عائلتها في حالة من الحزن والبحث المستمر دون جدوى.

مع مرور السنوات، كانت الفتاة تعيش مع القبيلة التي خطفتها. وفي إحدى المرات، أثناء مرور رجل من معلولا يُدعى “جبل الحلو” لبيع العنب والتين في مناطق تلك القبيلة، تعرفت عليه الفتاة من نافذة مسكنها.

رسالة مشفرة عبر الأغنية

في لحظة يأس، غنت الفتاة كلمات مزيجة بين الآرامية والعربية لمحاولة إيصال نداء استغاثتها دون أن تثير انتباه أفراد القبيلة. تضمنت كلمات الأغنية وصفًا لحياتها السابقة، وذكرت تفاصيل مثل موقع منزلها قرب الكنيسة وأخيها الشماس عيسى.

قالت في كلماتها:

“هيي.. هيي يا بائع العنب
أخبر أمي وأبي
لقد خطفني العرب
منزلنا قرب الكنيسة
وأخي هو الشماس عيسى”.

اقرأ أيضاً: شهد برمدا تعبر عن الحالة السورية بـ (إحساسي صفر)

“دراما شيلڤ” تُطلق “المهرج” على شاهد قريباً

يا بياع العنب

محاولة الإنقاذ التي لم تكتمل

فهم الرجل الرسالة وعاد إلى البلدة لإخبار عائلتها بمكانها. غير أن القبيلة غادرت المكان قبل وصول الأهل، تاركة العائلة في حسرة دائمة. بقيت كلمات الفتاة شاهدة على معاناتها وترددت في ذاكرة أهل معلولا كجزء من تراثهم الشعبي.

الأخوين رحباني يحولان القصة إلى أغنية خالدة

انتقلت القصة إلى الأخوين رحباني اللذين قاما بصياغتها في أغنية بصوت فيروز، لتصبح “يا بياع العنب” تهويدة مؤثرة تروي هذه القصة المؤلمة. الأغنية تحمل تفاصيل رمزية تمثل شوق الطفلة لعائلتها وبيتها:

“يا بياع العنب والعنبية
قولوا لأمي وقولوا لأبي
خطفوني الغجر من تحت خيمة مجدلية”.

توثيق القصة: إرث معلولا الحي

قام الأستاذ جورج رزق الله، الباحث وأستاذ اللغة الآرامية في معلولا، بتوثيق القصة ضمن مشروع التوثيق البصري، محافظًا على هذا الإرث للأجيال القادمة.

تُعد أغنية “يا بياع العنب” اليوم أكثر من مجرد تهويدة؛ إنها شهادة على مأساة إنسانية وتحفة فنية خالدة تربط بين التاريخ والتراث الثقافي السوري.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات